في خطوة لافتة تعيد الضوء إلى نضال المعارضة في أميركا اللاتينية، منحت لجنة نوبل للسلام لعام 2025 جائزتها للمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي اشتهرت بلقب “المرأة الحديدية في فنزويلا”، تقديراً لدفاعها المستمر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلد تعصف به الأزمات السياسية والاقتصادية منذ سنوات.
بدأت ماتشادو، المهندسة الصناعية والسياسية المخضرمة، مسارها داخل حزب العمل الديمقراطي قبل أن تؤسس حزب العمل الوطني المعروف بتوجهاته الليبرالية واقتناعه بسياسات السوق الحرة. سنة 2011، انتُخبت عضواً في الجمعية الوطنية الفنزويلية، حيث حملت على عاتقها مهمة مواجهة الفساد والدفاع عن الحريات السياسية.
في عام 2014، أطلقت تحالف “من أجل الحرية”، وهو جبهة جمعت أبرز أطياف المعارضة الفنزويلية في مواجهة نظام الرئيس نيكولاس مادورو. وقد برز اسمها مجدداً سنة 2024 بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، لتصبح أبرز المرشحين للرئاسة قبل أن تمنعها المحكمة العليا من الترشح بدعوى مخالفات مالية تتعلق بالإفصاح عن الأصول.
حضورها السياسي القوي ورفضها التراجع رغم الضغوط جعل منها رمزاً للمقاومة المدنية في القارة اللاتينية. وفي العام نفسه، نالت جائزة سخاروف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي تكريماً لثباتها في الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية.
من جهة أخرى، أثار قرار لجنة نوبل ردود فعل متباينة، إذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “منح الجائزة لشخص آخر غير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمر يضرّ بهيبة الجائزة”، مشيراً إلى أن “ترامب بذل جهوداً كبيرة لحل أزمات معقدة وطويلة الأمد”.
ويُجمع المراقبون على أن تتويج ماريا كورينا ماتشادو يحمل رسالة واضحة: أن الدفاع عن الديمقراطية، تشق طريقها ،حتى في الدول التي تعيش بلا ديمقراطية.
