“الهروب الكبير” شعار يدعوا إلى الهجرة الجماعية
شهدت الحدود بين المغرب و مدينتي سبتة و مليلية الإسبانيتين ليلة استثنائية و هي الخامس عشر من الشهر الجاري، حيث تدفق المئات من الشباب المغربي استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “الهروب الكبير”. هذه الدعوات التي انتشرت على نطاق واسع، حثّت على هجرة جماعية إلى مدينة سبتة، وهي واحدة من المدن المغربية المستعمرة بشمال أفريقيا.
هذا و انطلقت الحملة عبر المنصات الرقمية، و تفاعل معها عدد كبير من المستخدمين، مما أدى إلى محاولات جماعية لعبور الحدود نحو سبتة.و من جهة أخرى ردًا على هذه التحركات، قامت السلطات المغربية و الإسبانية بتعزيز التدابير الأمنية، حيث انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف في محاولة لإحتواء الوضع ومنع المزيد من محاولات العبور غير القانوني.
تفاقم الضغوط الاجتماعية و الاقتصادية عامل رئيسي في الهجرة الغير النظامية
هذه الأحداث تأتي في ظل تفاقم الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها عدد كبير من الشباب المغربي، مما يدفع البعض للبحث عن فرص أفضل في الخارج، رغم المخاطر القانونية و الأمنية المترتبة على ذلك. تعكس هذه التطورات مجددًا قضية الهجرة غير النظامية والتحديات التي تواجه الدول المصدرة للمهاجرين والدول المستقبلة لهم بما في ذلك المغرب باعتباره المعبر الرئيسي بين الدول الإفريقية و الدول الأوروبية بحكم موقع الجغرافي.
تعتبر هذه التوترات الناتجة عن هذه التحركات، تمثل تحديًا كبيرًا للسلطات على جانبي الحدود، و تفتح النقاش حول الحلول الممكنة لمعالجة الأزمة، سواء من خلال تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للشباب، أو عبر تعزيز التعاون الإقليمي للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية.