شارك عزيز رباح، يوم الخميس 30 يناير 2025، في ندوة حول الهيدروجين في المغرب وموريتانيا وآفاق التعاون بين البلدين، والتي نُظمت بالمعهد العالي لمهن الطاقة في نواكشوط.
الهيدروجين: مستقبل الطاقات النظيفة
خلال الندوة، تمت مناقشة أهمية الهيدروجين كأحد الحلول الرئيسية للتحول نحو الطاقات النظيفة. فقد تم تسليط الضوء على أنواعه المختلفة واستعمالاته المتعددة. سواء في قطاع الصناعة، أو النقل، أو في إنتاج الأمونياك النظيف، الذي يُعد من المكونات الأساسية للعديد من الصناعات.
المغرب ورهانه على الهيدروجين
منذ سنة 2020، أطلق المغرب خارطة طريق واضحة لتطوير قطاع الهيدروجين. وقد عزز جهوده من خلال إنشاء قسم للبحث العلمي داخل معهد IRESEN، إلى جانب تأسيس تجمع خاص بالهيدروجين (Cluster Hydrogen). كما وقع المغرب اتفاقية مع مجموعة OCP لإطلاق أول مشروع في هذا المجال، مما ساهم في إعداد عرض متكامل عن إمكانياته وفرصه الاستثمارية في قطاع الهيدروجين.
الاهتمام المتزايد بالهيدروجين في المغرب وموريتانيا
يُظهر قطاع الهيدروجين في المغرب وموريتانيا اهتمامًا متزايدًا، مدفوعًا بعدة عوامل استراتيجية. فالبَلدان يتمتعان بتوجه واضح نحو الطاقات المتجددة، بدعم مباشر من قيادتيهما، بالإضافة إلى وفرة مصادر الطاقة المتجددة والمساحات الشاسعة المتاحة للاستثمار. كما أن الموقع الجغرافي المتميز والقرب من السوق الأوروبية يجعلان من البلدين وجهتين جذابتين للمشاريع الطاقية الكبرى. علاوة على ذلك، يوفر المناخ الاستثماري الملائم، والبنية التحتية المتطورة، والعقار القابل للاستغلال، بيئة مناسبة لنمو هذا القطاع.
لضمان استدامة مشاريع الهيدروجين، تمت مناقشة مجموعة من الاحتياطات والإجراءات الضرورية. فقد تم التأكيد على أهمية اختيار شركاء موثوقين يحترمون سيادة الدول، مع إعطاء الأولوية للشراكة مع الشركات الوطنية. كما يشكل دعم البحث العلمي وتطوير منظومة متكاملة (Ecosystem) تشمل التشغيل والمناولة، ركيزة أساسية لضمان نجاح هذه الاستثمارات.
علاوة على ذلك، تم التأكيد على ضرورة فرض تسعيرة مناسبة للسوق الوطنية، والاستثمار في البنية التحتية للتخزين، خصوصًا ما يتعلق باستخراج الأوكسجين وتخزينه. كما يُعَد تطوير شبكة أنابيب الغاز بشكل يسمح بنقل الهيدروجين خطوة أساسية لتعزيز استخداماته وتوسيع نطاقه في المستقبل.
آفاق واعدة للتعاون المغربي-الموريتاني
في ختام الندوة، شدد المشاركون على أن التعاون بين المغرب وموريتانيا في هذا المجال يحمل فرصًا واعدة لكلا البلدين. فمع توفر الموارد الطبيعية، والتوجه الاستراتيجي، والدعم الحكومي، يمكن لهذا القطاع أن يصبح ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة البلدين في سوق الطاقة العالمي.