شهدت العاصمة الأميركية واشنطن، مساء الأربعاء 23 ماي 2025، حادثة إطلاق نار أودت بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، وذلك بالقرب من المتحف اليهودي. وأكدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، نبأ مقتل الموظفين، ووصفت الحادث بـ”العبثي”، مشيرة إلى فتح تحقيق موسّع في الواقعة.
وقالت نويم في بيان نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
“قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية الليلة، قرب المتحف اليهودي في واشنطن، في جريمة عبثية. نُجري تحقيقًا دقيقًا، ونعمل على جمع مزيد من المعلومات، ونتعهد بمحاسبة الجاني وتقديمه إلى العدالة”.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن”، أفاد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، أن الضحيتين هما “شاب وشابة كانا على وشك إعلان خطوبتهما”.
تفاصيل الحادث وشهادة الشهود
ووفق إفادة شهود عيان، فقد وقع إطلاق النار بعد وقت قصير من انتهاء فعالية في المتحف اليهودي، نحو الساعة التاسعة مساءً. وقالت الشاهدة الأميركية مارينوتسي (28 عامًا) إن المشتبه به “تظاهر بأنه شاهد على الجريمة”، ثم اقترب من رجال الأمن وطلب منهم الاتصال بالشرطة. وبعد وصول عناصر الشرطة بنحو عشر دقائق، اعترف قائلًا:
“أنا من فعلها… فعلتُها من أجل غزة. حرروا فلسطين!”
وأضافت مارينوتسي أن سلوك الرجل كان غير مستقر، وقدّم له عناصر الأمن الماء ظنًا أنه يعاني من صدمة نفسية، قبل أن يُدلي باعترافه.
ردود الفعل الرسمية
في أول تعليق له، كتب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على منصة “تروث سوشال”:
“الجرائم الفظيعة، والمدفوعة بمعاداة السامية، يجب أن تتوقف فورًا. لا مكان للكراهية والتعصب في الولايات المتحدة”.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الحادث بأنه “عمل دنيء ومعادٍ للسامية”، مؤكدًا أن “السلطات ستلاحق المسؤولين وتقدّمهم للعدالة دون تهاون”.
وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الخميس، أنه أصدر تعليمات لتشديد الإجراءات الأمنية في البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم. وقال في بيان صادر عن مكتبه:
“أمرت بتعزيز الإجراءات الأمنية في كافة بعثاتنا، وتشديد الحماية لممثلي الدولة. سنواصل محاربة معاداة السامية والتحريض العنيف ضد إسرائيل بلا هوادة”.
خاتمة
تأتي هذه الحادثة وسط تصاعد التوترات العالمية بسبب الأوضاع في غزة والضفة الغربية، مما يطرح تساؤلات جديدة حول أمن البعثات الدبلوماسية في الخارج، وتنامي الخطاب المتطرف الذي يربط القضايا السياسية بأعمال العنف الفردي.