أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، شن غارات جوية عنيفة على قطاع غزة، متوعدة بمواصلة القتال حتى “إعادة الرهائن” الذين تحتجزهم حركة حماس. الضربات جاءت بعد اتهام إسرائيل للحركة برفض مقترحات إطلاق سراح الرهائن، وهي الأعنف منذ بدء الهدنة في يناير 2024. وزارة الصحة التابعة لحماس أكدت مقتل 413 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، جراء هذه الهجمات.
اتهمت حماس إسرائيل بـ”الانقلاب” على اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل ستة أسابيع. وأكدت الحركة أن الجيش الإسرائيلي استهدف خيام النازحين ومراكز الإيواء ومنازل المدنيين، مما أعاد ذكريات الأيام الأولى للحرب التي دمرت القطاع وأوقعت أزمة إنسانية كارثية. وأشارت إلى أنها تعمل مع الوسطاء الدوليين (قطر ومصر وأمريكا) لتهدئة التوتر.
شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أن الدولة العبرية لن تتوقف عن القتال حتى تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك إعادة الرهائن. وكشف مسؤول إسرائيلي أن الغارات استهدفت قيادات حماس وبنيتها التحتية، مؤكداً أن العملية قد تتوسع وتستمر لحين تحقيق الأهداف. نفت حماس تلك المزاعم، مؤكدة التزامها باتفاق الهدنة.
وصف سكان غزة الغارات بأنها “جحيم حقيقي”، حيث استهدفت مناطق متفرقة في القطاع، مما أثار حالة من الذعر بين السكان. وقالت جيهان النحال، إحدى سكان غزة، إن الانفجارات كانت ضخمة وذكّرت الجميع بأول أيام الحرب. الدفاع المدني أكد أن الاستهداف طال مدنيين وأماكن إيواء النازحين، مما فاقم المعاناة الإنسانية.
توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي. مصر وتركيا والأمم المتحدة أعربت عن قلقها العميق، محذرة من تداعيات خطيرة على المنطقة. في المقابل، أكد البيت الأبيض أن إسرائيل “استشارت” إدارة ترامب قبل تنفيذ الغارات. بينما دعت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل العاجل لإنهاء العدوان.