شهدت مدينة تيزنيت جنوب المغرب، ليلة الجمعة ، حادثًا مأساويًا، إذ اندلع حريق هائل في مخيم للمهاجرين من دول جنوب الصحراء. الحادث أسفر عن وفاة امرأة وطفلتها، بينما أصيب العشرات بحروق خطيرة. انتشرت النيران بسرعة بين الخيام البلاستيكية التي بلغ عددها 34 خيمة، مما أدى إلى انفجار قنينات الغاز وزيادة الدمار.
نقلت فرق الإسعاف المصابين إلى المستشفى الإقليمي في تيزنيت لتلقي العلاج الأولي، بينما نُقلت الحالات الحرجة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير. أكدت التقارير الطبية أن بعض الضحايا يعانون من حروق تغطي أكثر من 40% من أجسادهم، وهو ما يجعل إنقاذ حياتهم أمرًا صعبًا للغاية.
أنشأت السلطات المحلية المخيم قبل أشهر ليكون مأوى مؤقتًا للمهاجرين الذين كانوا يقيمون في مبنى مهجور وسط المدينة. لكن زيادة عدد السكان إلى نحو 100 شخص حوّلت المخيم إلى منطقة مكتظة وغير آمنة. لم يكن هناك أي نظام لإطفاء الحرائق أو تهوية كافية، مما زاد من خطورة الوضع.
بدأت السلطات تحقيقًا لمعرفة أسباب الحريق، حيث تشير التقديرات إلى أن استخدام قنينات غاز غير معتمدة للطهي داخل الخيام أو حدوث تماس كهربائي قد يكون السبب. أكد المسؤولون المحليون أن المخيم كان “حلًا طارئًا”، مع تعهد بمراجعة سياسات استقبال المهاجرين وتحسين ظروفهم.
أثار الحادث غضبًا واسعًا بين المنظمات الحقوقية المحلية، التي انتقدت بشدة “التقصير في توفير حماية كافية للمهاجرين”. كما دعت تلك الجهات إلى فتح تحقيق مستقل لكشف ملابسات الكارثة. عبر السكان المحليون عن صدمتهم بسبب مشاهد الدخان الكثيف والصراخ الذي سيطر على المنطقة لساعات طويلة.
سلطت هذه الكارثة الضوء مجددًا على معاناة المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في المغرب. غالبًا ما يعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، رغم الجهود الرسمية لتنظيم أوضاعهم عبر مبادرات مثل “مراكز الإيواء المؤقتة”. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة فيما يتعلق بتوفير السلامة والكرامة لهؤلاء الأفراد.