كشفت تحقيقات المركز الترابي للدرك الملكي بسيدي الطيبي تفاصيل صادمة حول جريمة مقتل الطفلة جيداء دحان (6 سنوات)، التي عُثر على جثتها ملقاة خلف شاحنة نفايات يوم الاثنين الماضي. وأسفرت التحريات عن اعتقال عم الضحية (15 عامًا) بعد اعترافه باغتصابها ثم خنقها بحبل بلاستيكي لإخفاء معالم الجريمة، وفق مصادر قضائية.
وحسب ما أوردته جردة المساء، فإن تحقيقات الدرك أوردت تناقضات في روايات شهود العيان، خاصة الأطفال الذين كانوا يلعبون مع الضحية ليلة اختفائها.
وأكدت تصريحات أحدهم أن المشتبه فيه انفرد بالطفلة تحت ذريعة إحضار الماء، بينما حاول الأخير في البداية تضليل المحققين بالمشاركة في عمليات البحث.
وقد كشفت التحقيقات أن للمعتقل سابقة اعتداءات جنسية على قاصرين في المنطقة، تمت تسويتها عبر “صلح عائلي” دون إبلاغ القضاء. وواجهه المحققون بتصريحات شقيقه الصغير وأدلة طبية تثبت تعرض الضحية للاغتصاب العنيف قبل وفاتها، ما دفعه للانهيار والاعتراف الكامل خلال الاستجواب.
و نفذ المتهم جريمته بعد إقناع الطفلة بمرافقته إلى مرأب جماعي مظلم قرب منزله، حيث حاولت مقاومته بالصراخ والدفاع عن نفسها حتى خنقها. وأظهر تقرير الخبرة الطبية إصابات بالغة في جسدها النحيل، بينما حاول التخلص من الجثة بإلقائها في مكان قد تُسحق فيه مع النفايات.
وقد أحالت النيابة العامة الملف إلى قاضي التحقيق الابتدائي، الذي حدد جلسة 25 مارس لاستكمال الاستماع للمتهم. وتدرس السلطات إعادة فتح ملفي الاعتداء الجنسي السابقين ضده بعد ثبوت تورطه في جريمة بشعة جديدة.
أثارت الحادثة غضبًا واسعًا في المنطقة، مع مطالبات بتشديد العقوبات على جرائم الاعتداء على الأطفال ومراجعة آليات التبليغ عن حالات التحرش لتجنب تكرار “الصُلح العائلي” الذي يُغَيّب العدالة.