تتواصل المجازر في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 56 فلسطينيًا، بينهم 38 قتلوا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية، في استمرار لنهج استهداف المدنيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق مصادر ميدانية، استهدفت قوات الاحتلال بالطائرات المسيرة والقصف المدفعي حشودًا من المواطنين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
وفي السياق ذاته، امتدت الغارات إلى مناطق مختلفة، شملت حي الشجاعية وشارع السكة شرق مدينة غزة، إضافة إلى منطقة المطاحن جنوب شرقي دير البلح، في تصعيد ميداني مستمر يعمق المأساة الإنسانية بالقطاع.
وحسب إحصاءات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء من طالبي المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي نحو 300 شخص، فيما تجاوز عدد الجرحى 2649، ولا يزال تسعة آخرون في عداد المفقودين. هذه الحصيلة الدامية تسلط الضوء على ما وصفه المكتب بـ”مصايد الموت”، في إشارة إلى مراكز توزيع الغذاء التي تشرف عليها جهات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي اعتُبرت فخاخًا تستدرج المحتاجين نحو القصف.
ورغم فداحة الكارثة، تستمر سلطات الاحتلال في تطبيق خطتها البديلة لتوزيع المساعدات، عبر ما يُسمى بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة لا تحظى بأي اعتراف أممي أو دعم من المنظمات الإنسانية الدولية، وتُتهم بأنها واجهة لفرض السيطرة وتوجيه توزيع المساعدات بما يخدم أجندات سياسية وأمنية.
وفي هذا الإطار، أشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى أن الأساليب التي تنتهجها إسرائيل في حربها على غزة تتسبب في معاناة إنسانية “مروعة وغير مقبولة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بطريقة آمنة ومحايدة.
ويستمر هذا التصعيد في ظل الإغلاق الكامل لمعابر غزة من قبل الاحتلال منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، حيث تُمنع الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية من الدخول، مما يزيد من تفاقم الكارثة الغذائية والطبية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.