الطاقة و البيئة سياسة

ايران والقنبلة النووية: بين التخصيب والضغوط الدولية

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/i1fe

في خضم تصاعد التوترات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، تطفو تساؤلات جادة حول قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي، والجهود العالمية المبذولة لاحتواء هذا التهديد المحتمل. وفقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران حاليًا كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي (90%). وتشير التقديرات إلى أن هذه الكمية يمكن أن تسمح لإيران بإنتاج ما يصل إلى ست قنابل نووية، بينما تذهب تقارير استخبارية أخرى إلى أن الرقم قد يصل إلى 15 قنبلة، مما يعكس تباينًا في تقييمات القدرات النووية الإيرانية.

بعد انهيار الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2018، رفعت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%، مما قلص “زمن الاختراق النووي” — أي الفترة اللازمة لإنتاج كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب — من سنة على الأقل في ظل الاتفاق إلى أسابيع قليلة فقط. ومع ذلك، يبقى إنتاج قنبلة نووية فعليًا عملية معقدة تتطلب وقتًا أطول، وهو أمر لا يزال محل نقاش بين الخبراء.

تعتمد إيران في عمليات التخصيب على منشآت رئيسية مثل فوردو ونطنز. في فوردو، يعمل حوالي 2000 جهاز طرد مركزي، معظمها من طراز IR-6 المتقدم، مع تخصيب حوالي 350 جهازًا لليورانيوم حتى نسبة 60%. وفي نطنز، تشهد المنشأة التجريبية لتخصيب الوقود (PFEP) عمليات تخصيب مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، خزنت إيران كميات من اليورانيوم المخصب في أصفهان، حيث تم بناء منشأة لتحويل اليورانيوم إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم، المستخدم في أجهزة الطرد المركزي. كما تعمل هناك معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية حساسة تُستخدم في تصميم نواة القنبلة الذرية.

في الأيام التي سبقت قصف الولايات المتحدة للمنشأة النووية الإيرانية، أشارت تقارير إلى أن إيران قامت بنقل كميات من اليورانيوم المخصب إلى مواقع سرية داخل البلاد. هذه الخطوة، التي تمت بشكل سريع ومحسوب، أثارت تساؤلات حول الأهداف الإيرانية والاستعدادات التي اتخذتها طهران في مواجهة التهديدات العسكرية المحتملة. وفقًا للمعلومات المتاحة، بدأت إيران في نقل اليورانيوم المخصب من المنشآت الرئيسية إلى مواقع أكثر أمانًا، في محاولة لحماية هذه المواد الحساسة من أي هجوم محتمل.

الولايات المتحدة، من جانبها، كانت تراقب هذه التحركات عن كثب، حيث اعتبرت أن نقل اليورانيوم المخصب قد يكون مؤشرًا على نية إيران لتسريع برنامجها النووي أو إخفاء قدراتها الحقيقية. هذا التصعيد في التوترات أدى في النهاية إلى قرار الولايات المتحدة بتنفيذ الضربة الجوية على المنشأة النووية الإيرانية، والتي كانت تهدف إلى تعطيل قدرات إيران النووية 

في مواجهة هذه التطورات، تشدد القوى الدولية، وخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وتأتي هذه الضغوط في إطار مخاوف من أن يؤدي امتلاك إيران للقنبلة النووية إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل التوترات القائمة في الشرق الأوسط.من جهتها، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الطاقة، لكن التطورات الأخيرة تثير شكوكًا حول نواياها الحقيقية. وفي ظل هذا الوضع، تبقى الدبلوماسية والضغوط الدولية أدوات رئيسية لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات وضمان التزامها بمعايير عدم الانتشار النووي.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/i1fe

الإعلام الأخضر

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.