كشفت تقارير إعلامية متعددة، من بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، عن موجة جديدة من العودة الفردية لإسرائيليين من أصول مغربية نحو المغرب، مدفوعين بظروف الحرب في غزة وحنين الهوية. ووسط تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في إسرائيل، بات المغرب يشكّل ملاذًا ثقافيًا وروحيًا لهؤلاء، مستندين إلى خلفياتهم الأسرية وجذورهم التاريخية في المملكة.
ورغم أن هذه العودة لا تُعد حركة منظمة، إلا أن هناك قواسم مشتركة بين من قرروا الاستقرار في المغرب أو التنقل بينه وبين إسرائيل. الأكاديميون، الفنانون، ورجال الأعمال من هؤلاء يسعون لتجديد علاقتهم بالمجتمع المغربي، عبر مبادرات مثل فتح مطاعم يهودية حلال، تعليم الدارجة، أو مشاريع ثقافية، ما يعزز من أواصر التعايش بين الثقافات في المملكة.
التقرير يشير أيضًا إلى تصاعد مشاعر التوتر بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث واجه بعض الإسرائيليين في مراكش مضايقات أو دعوات للمقاطعة. ومع ذلك، تُظهر مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الملك محمد السادس، موقفًا داعمًا للعيش المشترك، في حين تبقى هذه العودة مبادرة شخصية تحكمها الرغبة في السلام والانتماء، وليست حركة سياسية أو دينية.
عودة بعض الإسرائيليين من أصول مغربية إلى المغرب ليست مجرد رحلة نحو ماضٍ منسي، بل تعكس بحثًا حقيقيًا عن الاستقرار والهوية في عالم مضطرب. ومع أن الظاهرة لا تزال محدودة، فإنها تلقي بظلالها على مفهوم جديد للعلاقة بين المغرب والجالية اليهودية ذات الأصول المغربية، في سياق يتأرجح بين الانفتاح الثقافي وضغوط السياسة الإقليمية.