في أجواء من الحزن العميق، توفي صباح الأربعاء 16 يوليوز 2025 الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني، عن عمر ناهز 79 عامًا، داخل غرفته بفندق مصنف بمدينة أكادير، حيث كان يقضي عطلة رفقة أفراد أسرته. وقد استنفرت الوفاة المفاجئة السلطات المحلية والأمنية، التي باشرت إجراءاتها في احترام تام لخصوصية الراحل وأسرته.
ينحدر الراحل من منطقة تنالت بإقليم اشتوكة أيت باها، وبدأ مسيرته المهنية سنة 1964 داخل وزارة المالية بعد حصوله على شهادة في الاقتصاد السياسي. وتم تعيينه وزيراً للصناعة والتجارة في أبريل 1987، ثم عاد إلى الساحة السياسية كنائب برلماني عن حزب الاتحاد الدستوري سنة 1993.
في يناير 1995، تولى وزارة الشؤون الثقافية في حكومة عبد اللطيف الفيلالي، وواصل لاحقًا تمثيل المغرب كدبلوماسي رفيع بعد تعيينه سنة 2000 سفيرًا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
عرف عن أزماني نشاطه الواسع في المجال الاقتصادي، خاصة في قطاع النسيج، كما كان شخصية فصيحة، مثقفة، ومحبة للعمل العام، بحسب ما وصفه المفكر الإسلامي محمد فارق النبهان، الذي اعتبره سياسيًا عصاميًا من منطقة سوس، عرف باستقامته واحترامه للعلماء.
وبعد خلاف سياسي مع قيادة حزبه السابق، أعلن سنة 2006 عن تأسيس حزب جديد تحت اسم الاتحاد المغربي للديمقراطية، تأكيدًا على استمراره في الدفاع عن التعددية والممارسة السياسية الفاعلة.
برحيل عبد الله أزماني، تفقد الساحة السياسية المغربية أحد رجال الدولة الذين راكموا تجربة غنية في تدبير الشأنين الحكومي والدبلوماسي، وخلفوا بصمتهم في مراحل مفصلية من التاريخ السياسي الحديث للمملكة.
