في خبر مؤلم هز مشاعر المغاربة، فارقت الطالبة المغربية آية بومزبرة الحياة مساء الإثنين 7 يوليوز 2025، بمستشفى “بول بروس” (Hôpital Paul-Brousse) بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع طويل مع المرض، بينما كانت تنتظر إجراء عملية زرع كبد للمرة الثانية.
آية، ذات الأربعة وعشرين عامًا، كانت تتابع دراستها في السنة الرابعة بالمدرسة الوطنية للهندسة بمدينة مراكش، وكانت مثالًا للتميز الدراسي والطموح، قبل أن تبدأ رحلتها مع المرض الذي تطلّب في مرحلة حرجة تدخلاً جراحيًا معقدًا خارج أرض الوطن.
قصتها أثارت تعاطفًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث أطلق أصدقاؤها وزملاؤها، إلى جانب عدد من الجمعيات، حملات تضامن واسعة من أجل جمع التبرعات لتغطية تكاليف العملية. وتمكنت جمعية “يالاه نتعاونوا”، بالتنسيق مع أسرة آية، من توفير جزء كبير من المبلغ المطلوب لإجراء العملية في مستشفى متخصص بفرنسا.
ورغم الجهود الطبية والوقفة الإنسانية الواسعة، لم يتمكن الطاقم الطبي من إنقاذ حياة آية، بعد أن تدهورت حالتها الصحية في الأيام الأخيرة، لتسلم الروح في صمت، تاركة خلفها حسرة في قلوب عائلتها وكل من تابع قصتها من قريب أو بعيد.
وقد تحوّلت حسابات التواصل الاجتماعي إلى دفاتر عزاء افتراضية، حيث نعى مئات الطلبة والناشطين الطالبة الراحلة بكلمات مؤثرة، معتبرين رحيلها ليس فقط فقدانًا لشابة طموحة، بل صرخة مدوية حول معاناة المرضى في مواجهة واقع صحي صعب وإكراهات العلاج خارج الوطن.
رحيل آية يفتح مجددًا النقاش حول ضرورة تعزيز آليات التكفل بالمرضى المغاربة المصابين بأمراض خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً دولياً، وتبسيط مساطر الدعم والولوج إلى العلاج في الوقت المناسب.