نيورالينك” تطوّر عينًا بيونية لاستعادة البصر عبر الذكاء الاصطناعي.
في خطوة رائدة تجمع بين التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك عن شراكة بحثية استراتيجية مع جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا وفريق من العلماء الإسبان، لتطوير جهاز بصري مبتكر يُعرف باسم “Blindsight”، يُرتقب أن يُحدث ثورة في مجال استعادة البصر لدى المكفوفين.
المشروع الطموح يهدف إلى تجاوز العقبات التي تفرضها إصابات العين التقليدية، من خلال الاعتماد على نظام مدمج يجمع بين كاميرا مثبتة على جهاز قابل للارتداء وأقطاب كهربائية فائقة الدقة تُزرع مباشرة في القشرة البصرية للدماغ. وبدلاً من معالجة الإشارات البصرية عبر العين، يعمل الجهاز على نقل الصور الملتقطة مباشرة إلى الدماغ، محفّزًا مراكز الرؤية بشكل مباشر.
ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله التجريبية الأولية، ولم تُجرَ عليه اختبارات سريرية على البشر حتى الآن، إلا أن الطموحات كبيرة. ويأمل الفريق المطور أن يتمكن “Blindsight” من تمكين المستخدمين من التعرف على الوجوه، والقراءة، والتنقل الذاتي. وتخطط “نيورالينك” لإجراء 20 ألف عملية زرع سنويًا بعد الطرح التجاري المتوقع في عام 2030، مع تطلعات بتحقيق إيرادات تناهز مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031، رهناً بالحصول على الموافقات التنظيمية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
ويُشار إلى أن الجهاز قد حصل بالفعل على تصنيف “جهاز مبتكر” من إدارة الغذاء والدواء في عام 2024، ما يمنحه أولوية في الإجراءات الرقابية ويُسرّع من عملية تطويره والوصول إلى التجارب السريرية.
ومع ذلك، تبقى آمال “الرؤية الخارقة” محل تشكيك بين أوساط المتخصصين. فبينما يُعدّ الجهاز تقدمًا واعدًا على مستوى المفهوم، تشير أوساط علمية إلى أن الرؤية التي يمكن تحقيقها في المراحل الأولى ستكون منخفضة الدقة، نظرًا للقيود التقنية الراهنة المرتبطة بفعالية وأساليب تحفيز الدماغ.
ويُذكر أن “نيورالينك” تسعى منذ تأسيسها إلى دمج التقنيات العصبية مع الذكاء الاصطناعي لفتح آفاق جديدة في الطب العصبي، في وقت تتسارع فيه وتيرة الابتكار على مستوى أجهزة الزرع الدماغية المساعدة في علاج الشلل، الاكتئاب، وفقدان الحواس.
وبين الآمال التكنولوجية والاحتياطات العلمية، يبقى مشروع “Blindsight” بمثابة تجربة جريئة قد تعيد تعريف العلاقة بين الدماغ والتقنية، في انتظار ما ستسفر عنه النتائج السريرية القادمة.
