في مشهد مأساوي فجر السبت 12 يوليوز 2025، قفز بوعبيد الملقب بـ”فلسطين” من أعلى خزان المياه بجماعة أولاد يوسف، بعد 18 يومًا من اعتصام متواصل. القفزة جاءت مباشرة عقب احتجازه عنصرًا من الوقاية المدنية كان يحاول الوصول إليه، في خطوة وُصفت بـ”الانتحارية”، ما تسبب في إصابته بكسرين حادّين على مستوى الساق والكتف، وفق مصادر طبية من المستشفى الجهوي ببني ملال.
بدأ بوعبيد اعتصامه يوم 24 يونيو، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الغموض المريب” الذي يلف وفاة والده، الجندي المتقاعد. المعتصم كان يرفع شعارات تطالب بـ”فتح تحقيق نزيه”، مؤكّدًا أن والده “توفي في ظروف غامضة لم تُحقق فيها الجهات المعنية”. وقد اعتبر عدد من الفاعلين الحقوقيين أن المطالب مشروعة، لكنها تطورت نحو سلوك خطير مع مرور الأيام.
شهدت الأيام الأخيرة من الاعتصام محاولات مكثفة من فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي لإنزال بوعبيد من فوق الخزان. وتدخل أحد عناصر الوقاية يوم الجمعة بشكل مباشر، غير أن المعتصم اعتدى عليه بقضيب معدني واحتجزه لعدة ساعات داخل الخزان. العملية استنفرت تدخلًا عاجلًا من فرق الإنقاذ، التي استخدمت سجادًا هوائيًا لتأمين أي سقوط محتمل، وهو ما ساعد في تقليل خطورة القفزة.
وفق شهادات متطابقة، قام بوعبيد قبل قفزه بلف حبل حول عنقه بشكل مقلق، ما أثار احتمال وجود نية انتحارية أو تهديد ذاتي. السلطات تمكنت من إنزاله بعد سقوطه، حيث وُضع تحت العناية المركزة. ولحدود الساعة، لا توجد معطيات رسمية حول حالته الصحية الدقيقة، في حين يُنتظر فتح تحقيق أمني وقضائي لتحديد ملابسات الاعتداء والاحتجاز الذي طاله عنصر الوقاية المدنية.
فيما لا تزال تداعيات الحادث متواصلة، أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال بيانًا تطالب فيه بـ”فتح تحقيق نزيه حول أسباب وفاة والد بوعبيد”، وكذلك في ظروف الاعتداءات التي وقعت أثناء الاعتصام. كما دعت لتوفير الدعم النفسي لضحايا الحادث، والتأكيد على ضرورة التدخل المبكر لمنع تحوّل الاحتجاجات الفردية إلى تهديد للسلامة العامة.