الإعلام الأخضر
نبوءات مشتعلة: عندما تتحوّل معركة طهران وتل أبيب إلى صراع عقائدي على حافة القيامة.
في خضم التصعيد المتواصل بين إيران والكيان الإسرائيلي، تتجاوز الأحداث مجرد كونها صراعاً جيوسياسياً أو تبادلاً للضربات عبر الحدود أو البحار، لتلامس بُعداً أخطر وأعمق: العقيدة.عقيدة قد تُلهب الأرض، لا لتنتصر، بل لتُمهّد لعودة مخلّص، أو تُحقق نبوءة مكتوبة منذ قرون.
✡️ إسرائيل ونبوءة هرمجدون
في عمق الفكر الصهيوني الديني، خصوصاً داخل الأوساط اليمينية المتطرفة والمتأثرة بالبروتستانتية الإنجيلية، تُعاد قراءة التوراة كخارطة طريق سياسية، حيث تُعتبر معركة “هرمجدون” لحظة فاصلة قبل مجيء المسيح المنتظر.ولتحقيق هذا الحدث، يُعتقد أن حرباً كبرى، شاملة ومدمّرة، ستجري في أرض المشرق. إعادة بناء “الهيكل الثالث”، وإنهاء “تهديدات” الجوار، خصوصاً إيران، يُنظر إليها كشرط ديني.
☪️ طهران والمهدي المنتظر
من الجانب الإيراني، يحمل الفكر الشيعي الإثنا عشري، لا سيما داخل دوائر الحرس الثوري، تصوراً عقائدياً موازياً. ظهور الإمام المهدي، حسب رواياتهم، سيكون بعد اضطرابات وفوضى عالمية كبرى.الخطاب المعلن في طهران لا يخلو من إيحاءات بأنهم لا “ينتظرون” المخلّص، بل “يُمهّدون لظهوره”، ولو عبر نار الحرب.
💣 بين النبوءة والرؤوس النووية
ما يزيد من خطورة هذا التلاقي الديني هو توفر الطرفين على أدوات الدمار الشامل. إسرائيل تمتلك ترسانة نووية غير معلنة، وإيران، رغم نفيها، تقترب تقنياً من القدرة النووية.
هل تتحوّل العقيدة إلى أمر عمليات؟ هل يصبح إحراق الأرض خياراً مشروعاً من أجل “خلاص روحي” أو “تحقيق نبوءة”؟
🧠 صراع على العقل الجمعي
الاعلام، الخطاب السياسي، وحتى الأدب الرمزي، كلّها تُستخدم من طرف الطرفين لصناعة وعي يُبرّر هذا الجنون.ليس فقط صراع نفوذ، بل صراع على من يكتب نهاية الحكاية.
⚠️ الهاوية ليست بعيدة
حين تلتقي الأسلحة النووية بالعقائد الخلاصية، لا تعود السياسات عقلانية. بل يُخشى أن يُطلق الزرّ لا من طرف جنرال، بل من رجل يعتقد أنه يُنفّذ وصية ربانية.
