في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الأندية الوطنية، أعلن نادي الرجاء الرياضي عن إطلاق حملة انخراط واسعة تهدف إلى بلوغ رقم رمزي وتاريخي يتمثل في 1000 منخرط، ضمن رؤية تؤسس لمرحلة جديدة من الانفتاح والمشاركة في صناعة القرار داخل أحد أكبر الأندية المغربية والأفريقية.

البلاغ الرسمي للنادي لم يكتف بالإعلان عن فتح باب الانخراط، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال تحميل المبادرة بعداً سياسياً وتنظيمياً واضحاً، من خلال الشعار الذي اختير للحملة: “أن تكون منخرطاً لا يعني فقط أن تشجع، بل أن تكون من صناع القرار”. في هذا التحول، تتجلى إرادة واضحة لإعادة صياغة علاقة الجمهور بالنادي، لا فقط كقاعدة جماهيرية عاطفية، بل كقوة اقتراح وتقرير تُمارس دورها داخل أعلى هيئة تقريرية للجمعية.

المنخرط، وفق البلاغ، لن يكون مجرد اسم في لائحة، بل فاعلاً في مسار الفريق، يشارك في انتخاب الرئيس، ويساهم في تحديد السياسات العامة، ويخوض غمار الورشات الداخلية واللجان التنظيمية، بل قد يكون مشروع مسؤول مستقبلي. إنها دعوة موجهة بوضوح للكفاءات الرجاوية – داخل المغرب وخارجه – للعودة إلى حضن الفريق، لا فقط كمشجعين بل كمساهمين في القرار، وصناع لرؤية جماعية جديدة.

ورغبةً في كسر القيود الجغرافية والبيروقراطية، أطلق النادي منصة رقمية جديدة لتلقي طلبات الانخراط، ما يسمح لجماهير المهجر والفاعلين الرجاويين خارج أرض الوطن بأن يكون لهم موطئ قدم في المشهد التنظيمي للفريق.

المبادرة، التي وُصفت بالتاريخية، لا تخلو من دلالات رمزية في توقيتها، حيث يعيش الرجاء مرحلة إعادة بناء على مستوى البنية الإدارية والمؤسساتية، بعد مواسم متقلبة رياضياً وتنظيمياً. وهي أيضاً رسالة صريحة إلى محيط النادي بأن المستقبل يُصنع جماعياً، وأن زمن الانخراط الصوري أو الموسمي قد ولى، وأن الانتقال إلى نادي بمؤسسات حقيقية وشفافة يحتاج إلى قاعدة بشرية ملتزمة.

هي لحظة تأسيس، لا مجرد حملة انخراط. ولعل أكثر ما يلفت في خطاب النادي هو اللغة التي خاطبت فيها الجماهير: لغة ثقة، ومسؤولية، وشراكة. فالرجاء، الذي اعتاد جمهوره أن يصنع الفارق في المدرجات، يُطلب منه اليوم أن يصنع الفرق في صناديق التصويت، في اللجان، في الورشات، وفي نقاشات التوجهات الكبرى.

التاريخ، كما قال البلاغ، يُكتب اليوم بأيدي كل الرجاويين والرجاويات.