أعلن حزب أومكونتو ويسيزوي (MK) بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما، من العاصمة الرباط، دعمه الكامل لمبادرة الحكم الذاتي التي تهدف إلى منح سكان الصحراء المغربية إدارة شؤونهم محليًا ضمن السيادة المغربية، معتبرًا إياها “خيارًا عمليًا للسلام والاستقرار.
يمثل هذا الموقف نقلة نوعية في السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا، إذ يضعف الجدار الإلكتروني الداعم للرؤية الانفصالية الذي شكلته نُخب الحزب الحاكم ANC والتحالف التاريخي مع الجزائر وتنظيم البوليساريو .
اعتمد زوما – وفق الوثيقة الرسمية للحزب – على المرجعية التاريخية والقانونية، مؤكدًا أن الصحراء الغربية كانت جزءًا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، وأن “مسيرة أكتوبر (المسيرة الخضراء) عام 1975” تمثّل عملية إلحاق شرعي للمغرب.
يرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس وعيًا بجديّة المصالح القارية: نزع التركيز عن الأيديولوجيات، والانحياز إلى بناء تحالفات اقتصادية استراتيجية تخدم أفريقيا وتضع القارة في قلب الديناميات الدولية.
هذا الإعلان يقود إلى بدء نقاش داخلي سياسي في جنوب إفريقيا، من شأنه أن يفكك التحالف الأيديولوجي للـANC مع البوليساريو، ويدفعها نحو مراجعة مواقفها الرسمية في حال صعود حزب MK كقوة برلمانية فاعلة.
يرتبط قرار حزب MK برؤية لمستقبل تعاوني مع المغرب في مجالات حيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، والتجارة ضمن “المنطقة الإفريقية للتبادل الحر (ZLECAf)”، ما يعزز فرص جنوب إفريقيا في الاستفادة من شبكة الاستثمارات المغربية القارية.
قد يؤدي هذا التوجه إلى تغيير جذري في موقف جنوب إفريقيا على الساحة الدولية، بخروجها من نيران الخطاب الانفصالي ودخولها في تحالفات جديدة تدعم استقرار المغرب، وهو ما يسهم في تقليص دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، ويعيد خلط الأوراق الجيوسياسية في القارة .
