دعت منظمة غرينبيس البيئية العالمية، في بيان حديث، المغرب ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى تبني تحول غذائي جذري ومستدام. يرتكز على أنظمة محلية تُعلي من قيمة المعارف الزراعية التقليدية للمزارعين الصغار والمجتمعات الأصلية. وتهدف هذه الدعوة إلى إعادة توجيه السياسات الغذائية نحو تأمين الغذاء للسكان أولاً، بعيداً عن منطق الربح الذي تفرضه الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
وأكدت المنظمة، في عريضة دولية مفتوحة للتوقيع، أن الزراعة الصناعية الكبرى هي من بين الأسباب الرئيسة لأزمات الغذاء والمناخ. إذ تسهم في تلوث البيئة وتُخضع النظام الغذائي العالمي لمنطق السوق والرأسمالية. مما يؤدي إلى تهميش المنتجين الصغار، من فلاحين وتعاونيات، لصالح شركات ضخمة تحتكر الإنتاج والتوزيع.
وشددت غرينبيس على أن الأزمة الحالية ليست حتمية، بل نتيجة “علاقات اجتماعية واقتصادية غير عادلة”، تفاقمت بفعل السياسات النيوليبرالية وصعود أنظمة سياسية تتجاهل الأبعاد البيئية والإنسانية، وخصوصاً في سياقات النزاعات، مثل الوضع في غزة، حيث تنعكس الكوارث البيئية والاجتماعية بشكل أكثر حدة على الشعوب المنكوبة.
كما أكدت المنظمة على أهمية الانتقال البيئي العادل، القائم على سياسات غذائية تحترم ثقافات الشعوب وتاريخها. وتعزز الزراعة الإيكولوجية المستدامة كبديل فعلي للنظام الصناعي. واعتبرت أن هذا التحول لا يمكن تحقيقه إلا عبر توحيد النضالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والنسوية، بهدف تحقيق العدالة المناخية والكرامة لجميع الفئات، بما فيهم النساء، والشباب، والعمال، والمزارعين الصغار.
وتعتبر غرينبيس أن السيادة الغذائية هي المدخل الأهم لمجابهة الأزمات الثلاث: المناخ، الغذاء، والتنوع البيولوجي. وهي تتطلب ضمان حق الشعوب في الأرض والبذور، والتمكين الاقتصادي للنساء، ودعم المزارعين في ظروف عمل لائقة، وتوفير غذاء صحي وآمن لجميع الفئات الاجتماعية بأسعار عادلة. وخلصت إلى أن الزراعة الإيكولوجية ليست فقط ممكنة، بل ضرورية لبناء عالم قائم على التضامن والعدالة.