تنطلق من العاصمة الإسماعيلية مكناس، ما بين 23 و26 يوليوز 2025، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان “عيساوة: مقامات وإيقاعات عالمية”، احتفاءً بعيد العرش المجيد، واحتفاءً بالهوية المغربية المتجذرة في عمق الحضارة الإنسانية. الحدث تنظمه جهة فاس-مكناس تحت إشراف عمالة مكناس، وتنفيذه جمعية مكناس الثقافات، ليجسد رؤية فنية راقية في تنظيم المهرجانات، مستلهمة من تجارب عالمية، ومن خصوصية الفن العيساوي كتراث أصيل غني بأبعاده الفنية والعلمية والروحية.
لا يهدف المهرجان إلى مجرد تقديم عروض شعبية أو استعراضات فولكلورية، بل يسعى إلى ترسيخ قيم ومعارف تتناقلها الأجيال، في سياق الحفاظ على التراث اللامادي المغربي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الموروث المحلي في رسم معالم الهوية الوطنية. ويأتي الحدث في وقت يتنامى فيه الاهتمام العالمي بالدبلوماسية الثقافية كجسر للتقارب بين الشعوب، وهو ما يترجمه المهرجان من خلال مشاركة فرق موسيقية وفنية من أكثر من ثماني دول، بما يرسخ المشترك الإنساني ويعزز مكانة المغرب كنموذج في الانفتاح الثقافي والحوار الحضاري.
في سابقة تنظيمية نوعية، خصصت جمعية مكناس الثقافات فضاء ساحة “لهديم” التاريخية، أمام باب منصور، كأكبر منصة فنية بالمغرب، مهيأة لاستقبال أكثر من 120 ألف متفرج يوميًا، في عروض كبرى تجمع بين أصالة الموروث العيساوي وتنوع التعبيرات الفنية العالمية. وسيلتقي جمهور المهرجان بنجوم من العيار الثقيل، من داخل المغرب وخارجه، أبرزهم رامي عياش، بلقيس، نعمان لحلو، حاتم عمور، منال بنشليخة، إلى جانب فرق عيساوية من مختلف جهات المملكة ودول عربية شقيقة، في لوحة فنية تدمج بين الأصالة والتجديد، وتعيد تقديم التصوف المغربي كرافد ثقافي حيّ ومُلهم.
