تستعد مدينة القنيطرة لدخول مرحلة جديدة في مسار تأهيل فضاءاتها الخضراء، حيث أعلنت عمالة الإقليم عن سلسلة من المشاريع الكبرى لتأهيل عدد من الحدائق العمومية، في خطوة تعكس إرادة واضحة للنهوض بجمالية المدينة وتحسين جودة الحياة الحضرية لسكانها.
ويشمل البرنامج تهيئة حديقة ابن خفاجة لتستعيد مكانتها كإحدى أهم المحطات الترفيهية لساكنة القنيطرة، إلى جانب مشاريع موازية تروم إعادة الاعتبار لحديقة سيدي البخاري وحديقة محمد السادس وحديقة النافورة وحديقة النخيل، باعتبارها فضاءات أساسية للتنزه ومتنفساً حيوياً لمختلف الأحياء المجاورة.
وتأتي هذه المشاريع في إطار رؤية حضرية شاملة تهدف إلى تعزيز رصيد القنيطرة من المساحات الخضراء، بما يساهم في التخفيف من الضغط العمراني المتزايد، وخلق فضاءات مهيأة للراحة وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية. كما يعكس البرنامج بعداً بيئياً مستداماً من خلال حماية الغطاء النباتي وتثمين التراث الطبيعي للمدينة، إلى جانب بعد اجتماعي يرتبط بالارتقاء بمستوى عيش الساكنة وتوفير أماكن لقاء وتواصل بين مختلف الفئات العمرية.
ويؤكد متتبعون أن هذه المبادرات تندرج ضمن توجه وطني متزايد نحو تكريس مفهوم “المدينة الخضراء”، حيث تشكل القنيطرة نموذجاً متقدماً بفضل ما تعرفه من دينامية تنموية على مستويات متعددة، بدءاً بالبنية التحتية الأساسية، مروراً بالثقافة والرياضة، وصولاً إلى تعزيز حضور البعد البيئي في التنمية المحلية.
إن تهيئة هذه الحدائق لا تمثل مجرد عمليات إصلاح أو تجميل عمراني، بل هي استثمار في المستقبل يربط بين التنمية الحضرية والوعي البيئي، ويعكس حرص السلطات المحلية على جعل القنيطرة مدينة أكثر إشراقاً وملاءمة للعيش، قادرة على استقطاب المبادرات الاستثمارية والسياحية.