بدأت وكالة بيت مال القدس الشريف في توزيع 180 طناً من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة التي أرسلها المغرب إلى قطاع غزة، بأمر من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وتأتي هذه المبادرة في سياق الدعم الإنساني المتواصل لسكان القطاع الذين يعانون من أوضاع صحية ومعيشية مأساوية نتيجة الحرب والحصار المستمر.
وتتكون هذه المساعدات من مواد غذائية أساسية، وأدوية، ومستلزمات طبية، إضافة إلى حليب وأغذية موجهة للأطفال والرضع. وتهدف هذه الخطوة إلى دعم الشرائح الأكثر هشاشة، خاصة في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في القطاع، وبلوغ الوضع الغذائي مستويات تنذر بكارثة إنسانية.
محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، أوضح أن هذه المساعدات وُزعت على عدد من مناطق النزوح داخل قطاع غزة، شملت مخيمات خان يونس جنوباً، ودير البلح، والنصيرات، والبريج، والمغازي وسط القطاع، على أن تصل دفعات إضافية لاحقاً إلى شمال غزة. وأشار إلى أن المملكة المغربية، بفضل توجيهات ملكية مباشرة، تعد من الدول القليلة التي اختارت إيصال مساعداتها بشكل بري ومباشر، حفاظاً على كرامة المستفيدين، وحرصاً على سلامتهم، في ظل المخاطر التي تحيط بعمليات الإسقاط الجوي.
وأشار الشرقاوي إلى أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق للمغرب أن نفذ عمليات إنسانية كبرى لفائدة الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023، خاصة خلال شهري مارس ويونيو 2024. كما ذكّر بالدور الذي تقوم به المستشفيات الميدانية المغربية في المناطق المتضررة، إلى جانب مشاريع بنية تحتية تموّلها المملكة، من بينها “كلية الملك الحسن الثاني” في منطقة المغراقة، و”مستشفى الهلال” في تل الهوى، الذي لا يزال يقدم خدماته رغم ظروف الحرب.
واعتبر مدير وكالة بيت مال القدس أن الدعم المغربي لفلسطين يتميز بالاستمرارية والفعالية الميدانية، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو إعلامية، مجسداً نهج التضامن العملي الذي يقوده الملك محمد السادس. وأكد أن وكالة بيت مال القدس الشريف، بدعم مباشر من العاهل المغربي، تواصل عملها رغم التحديات، متمسكة برسالة إنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين، والحفاظ على مقومات صمودهم في وجه المأساة المستمرة.