أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن سكان مدينة الفاشر، الواقعة في غرب السودان، يواجهون خطر المجاعة الحاد والموت جوعًا، نتيجة الحصار الخانق المفروض على المدينة وعزلها التام عن المساعدات الإنسانية لأكثر من عام متواصل.
وأوضح البرنامج أن جميع الطرق المؤدية إلى المدينة باتت مغلقة بالكامل، ما يجعل إيصال الإمدادات الغذائية مستحيلاً بالطرق التقليدية. وبالرغم من ذلك، واصل البرنامج تقديم دعم نقدي رقمي لحوالي 250 ألف شخص داخل المدينة، بهدف تمكينهم من شراء الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية عبر السوق المحلي، رغم شحّ المواد الأساسية وارتفاع الأسعار.
وفي تصريحات رسمية، أكد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، إريك بيرديسون، أن السكان المحليين “استنفدوا جميع وسائل التأقلم”، محذرًا من أن غياب الغذاء المستدام سيؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة في ظل غياب أي أفق لحل فوري.
ويعمل البرنامج حاليًا على تقديم مساعدات غذائية لما يفوق 4 ملايين شخص شهريًا داخل السودان، من بينهم 1.7 مليون يقطنون مناطق تعاني من المجاعة أو مهددة بها. ويشمل ذلك 600 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة للتغذية الطارئة.
ودعا برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي إلى توفير 645 مليون دولار بشكل عاجل خلال الأشهر الستة المقبلة، لتأمين استمرارية عملياته الإنسانية المنقذة للحياة داخل السودان، خصوصًا في المناطق التي بات الوصول إليها يمثل تحديًا بالغ الخطورة بسبب النزاع المسلح والحصار.