سجّل المخزون المائي في السدود المغربية تراجعًا جديدًا هذا الأسبوع، حيث بلغ حجم المياه المخزنة 6.52 مليار متر مكعب، بنسبة ملء عامة لا تتجاوز 38.9 في المائة، بعدما كانت تتجاوز حاجز 40 في المائة منتصف ماي الماضي. وتُظهر هذه المعطيات، وفق أرقام رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والماء، أن التراجع رغم طابعه النسبي يظل مقلقًا بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة خلال فصل الصيف.
في المقابل، سجّلت السنة الحالية تحسنًا واضحًا مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، حيث ارتفع احتياطي السدود بنسبة تفوق 31 في المائة، ما يعكس موسما مطريًا أفضل وجهودًا متواصلة لترشيد الموارد المائية. وقد ارتفعت نسبة ملء سد سيدي محمد بن عبد الله من 32% إلى نحو 68%، ما يعزز الأمن المائي للعاصمة الرباط والمناطق المجاورة لها خلال الصيف.
وتحتفظ جهة الشمال، خصوصًا طنجة تطوان الحسيمة وجهة فاس-مكناس، بأفضل وضعية مائية، حيث اقتربت نسبة ملء عدة سدود من الامتلاء الكامل، أبرزها سد واد زا الذي بلغ 100% للعام الثاني تواليًا، وسد الشريف الإدريسي بـ97.3%، وسد واد المخازن بـ96.1%. وتتميز هذه السدود بصغر أو متوسط حجمها وفعاليتها في تخزين مياه الأمطار الأخيرة.
في المقابل، يظل الوضع أكثر حرجًا في الجهات الوسطى والجنوبية، خاصة سوس والحوز وتادلة ودرعة، حيث تعاني معظم السدود من ضعف مستويات الملء رغم بعض التحسن الجزئي بفعل أمطار الربيع. فعلى سبيل المثال، لا تزال نسبة ملء سد إدريس الأول لا تتجاوز 42%، رغم كونه أحد أكبر السدود الوطنية، ما يهدد استقرار التزود بالماء بحوض سبو الأعلى.
وتبرز هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى تعزيز السياسات المائية المستدامة، مثل مشاريع تحلية المياه وإعادة استعمال المياه العادمة وتعميم تقنيات اقتصاد المياه. فبينما تؤمن سدود الشمال استقرارًا نسبيًا، تبقى مناطق الجنوب والوسط بحاجة إلى حلول هيكلية عاجلة لمواجهة آثار التغير المناخي وتكرار موجات الحر في صيف 2025.
