يواصل الصحفي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة والمقيم بباريس، رحلته على متن السفينة المدنية “حنظلة”، ضمن المبادرة الدولية السلمية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وتُعد هذه الرحلة، التي تحمل الرقم 37 ضمن “أسطول الحرية”، من أبرز التحركات المدنية التضامنية التي تسعى لإيصال مساعدات رمزية لسكان القطاع، مع توجيه رسالة إنسانية للعالم بشأن الوضع المأساوي الذي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني منذ أكثر من 17 سنة.
انطلقت “حنظلة” من ميناء سيراكوزا الإيطالي يوم 13 يوليوز، وسط أجواء متوترة بسبب محاولات تخريبية سبقت الإبحار، من بينها لفّ حبل حول المحرك ووضع مادة حارقة داخل خزان المياه. ورغم ذلك، تمكّن الطاقم من تجاوز تلك العراقيل الأمنية، وواصل مهمته في ظروف تقنية وأمنية دقيقة، تدلّ على حجم التحديات التي تواجه هذا النوع من المبادرات الحقوقية الدولية.
بحسب تقارير البقالي، تقترب السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة خلال الساعات المقبلة، وسط ترقب دولي كبير وتحذيرات متكررة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي قد تلجأ إلى اعتراض السفينة أو منعها من إتمام رحلتها. ورغم التهديدات، يؤكد المشاركون على الطابع السلمي للمبادرة، وعلى أن هدفها الأساس هو كسر جدار الصمت العالمي حول جريمة الحصار.
تُعد مشاركة محمد البقالي في هذه الرحلة ذات بُعد رمزي كبير، حيث تجمع بين التغطية الصحفية المهنية والالتزام الإنساني العميق. فوجوده على متن “حنظلة” لا يُمثل فقط حضورا إعلاميا، بل يُجسّد موقفا مبدئيا راسخا مناهضا للظلم ومنتصرا للحق، في سياق تزداد فيه الحاجة إلى صحافة ملتزمة تنقل صوت الضحايا وتكشف ما يجري خلف الجدران المحاصرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المشاركة الأولى للبقالي في مثل هذه الرحلات، إذ سبق له أن كان ضمن “أسطول الحرية” سنة 2015، ما يعكس إيمانه العميق بأهمية النضال السلمي كوسيلة للتغيير، وبقدرة الإعلام على أن يكون فاعلا في المعارك الأخلاقية الكبرى.
رحلة “حنظلة” ليست فقط سفينة تقلّ مساعدات رمزية، بل منصة تحمل ضمير العالم الحر، وتُعيد طرح السؤال الأخلاقي بشأن مسؤولية المجتمع الدولي أمام معاناة سكان غزة. وبالنسبة للبقالي، فإن هذه الرحلة تمثل استمرارًا لمسار صحفي حافل، تتقاطع فيه المهنية مع الواجب الإنساني في آن واحد.