أيدت محكمة الاستئناف في الجزائر العاصمة، يوم الثلاثاء، الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية والقاضي بسجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال لمدة خمس سنوات، بعد إدانته بتهمة “المساس بسلامة التراب الوطني”. وقد حضر جلسة النطق بالحكم عدد من الصحفيين، من بينهم مراسل وكالة فرانس برس، الذي أكد تثبيت العقوبة.
تعود القضية إلى 27 مارس 2025، حين أصدرت محكمة ابتدائية حكماً أولياً ضد صنصال بالسجن خمس سنوات، بالتهمة نفسها. القرار أثار حينها اهتماماً واسعاً في الأوساط الأدبية والسياسية، نظراً لمكانة صنصال كأحد أبرز الكتّاب الناطقين بالفرنسية في الجزائر.
السبب المباشر وراء متابعة صنصال قانونياً هو تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لصحيفة “فرونتييه” الفرنسية، حسث أكد الكاتب بأن جزءاً من الأراضي المغربية التاريخية اقتُطع خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية وأُلحِق بالجزائر بعد الاستقلال، وهي تصريحات اعتُبرت خطيرة ومخالفة للخطاب الرسمي الجزائري.
الحكم أثار ردود فعل دبلوماسية متوترة، خصوصاً من الجانب الفرنسي، الذي أعرب عن قلقه إزاء مصير مواطن فرنسي جزائري في الثمانين من عمره.
واعتبر مراقبون أن القضية تتجاوز البُعد القانوني إلى حسابات سياسية، خاصة في ظل العلاقات الحساسة بين الجزائر وفرنسا، وخلفية التوترات التاريخية المرتبطة بالاستعمار.