في خطوة رمزية وإنسانية تحمل أبعاداً قانونية وسياسية عميقة، اختار اتحاد المحامين العرب تكليف المحامي المغربي عبد الحق بنقادى، عضو هيئة المحامين بوجدة، بتمثيله في أسطول الصمود العالمي المتجه نحو غزة. ويأتي هذا القرار ليعزز مكانة المبادرة التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع، عبر توفير غطاء قانوني دولي وتأمين المشروعية التي تحمي المشاركين وتُضفي على تحركهم طابعاً رسمياً يتجاوز الطابع النضالي الرمزي.
بنكادى، الذي راكم تجربة طويلة في الدفاع عن المعتقلين السياسيين والصحافيين ومناهضي التطبيع، اعتبر هذا التكليف شرفاً ومسؤولية تاريخية، مشدداً على أن الحضور القانوني العربي والدولي داخل الأسطول يرفع من قيمته ويوسع نطاق صداه، سواء لدى الرأي العام أو المؤسسات الدولية. وأوضح أن المرجعيات القانونية التي يستند إليها التحرك تشمل اتفاقيات جنيف، وقانون البحار، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهي نصوص تلزم الاحتلال الإسرائيلي وجميع الأطراف الموقعة عليها بواجب حماية المدنيين والنشطاء.
الأسطول الذي يستعد للإبحار من تونس يستفيد من تراكم خبرات نحو 38 محاولة سابقة لكسر الحصار، أبرزها سفينة “مافي مرمرة” التي خلّدت في الذاكرة الجماعية شجاعة المشاركين رغم قسوة المواجهة. وقد جرى خلال فترة التحضير الحالية تنظيم جلسات تكوينية للمشاركين حول المساطر القانونية والسلوكيات الواجب اتباعها، بما يضمن أقصى درجات الأمان القانوني والشخصي.
الحضور المغربي في هذه المبادرة لا يقتصر على المشاركة الرمزية، بل يعكس تلاحماً عربياً متجدداً مع القضية الفلسطينية، ويؤكد أن مواجهة الحصار لم تعد مجرد احتجاج شعبي، وإنما معركة قانونية وإنسانية تتبناها منظمات مهنية وحقوقية ذات ثقل دولي.
في حديثه لوسائل الإعلام، دعا بنقادى إلى حشد الدعم الإعلامي والسياسي لمواكبة الأسطول وتسليط الضوء على رسالته السلمية، مؤكداً أن غزة ليست وحدها، وأن صوت العدالة يمكن أن يشكّل درعاً معنوية وقانونية في وجه محاولات تبرير الحصار وتجويع أكثر من مليوني إنسان.
بهذا التمثيل، يكتب المغرب صفحة جديدة في مسار التضامن العربي مع فلسطين، حيث يلتقي صوت القانون مع صوت الإنسانية، في رسالة واضحة إلى العالم بأن حصار غزة جريمة لن تمر بصمت.