في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال الأشهر الأخيرة، قُتل 40 شخصاً على الأقل من أعضاء مجموعة محلية للدفاع الذاتي يوم الأحد في بلدة “كوكاوا” الواقعة في ولاية بلاتو وسط نيجيريا، وفق ما أكده مسؤول في الصليب الأحمر ومصادر محلية لوكالة فرانس برس.
الهجوم الدموي، الذي نفذته جماعة مسلحة لم تُكشف هويتها بعد، جاء بعد اشتباكات في منطقة مجاورة أوقعت 10 قتلى من عناصر الجماعة ذاتها. وكان عشرات الرجال من ميليشيات الدفاع الذاتي قد تجمعوا للرد على الحادث عندما وقعوا في كمين مميت نصبه المهاجمون. وقد أفاد نور الدين حسين ماغاجي، المسؤول عن الصليب الأحمر في الولاية، أن “المئات منهم علقوا في الفخ وتعرضوا لهجوم منظم”.
تشهد ولاية بلاتو، التي تقع في قلب نيجيريا، أعمال عنف متكررة منذ سنوات بين رعاة ومزارعين، تتغذى على صراعات عرقية ودينية، وتغيب عنها سيطرة الدولة. وأدى تزايد الجماعات المسلحة في هذه المنطقة إلى تدهور الوضع الأمني، رغم محاولات السلطات احتواء التوتر عبر مبادرات المصالحة وإنشاء قوات محلية للدفاع الذاتي.
الهجوم الأخير يأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف من عودة العنف الطائفي على نطاق واسع في البلاد، خاصة مع تصاعد الهجمات في الولايات الوسطى والغربية من نيجيريا. وتُعد بلاتو واحدة من أكثر المناطق اضطراباً، حيث شهدت عدة مذابح خلال العقدين الماضيين، استهدفت في أغلبها القرى والمجتمعات الريفية.
المجتمع المدني في نيجيريا طالب مجددًا الحكومة الفيدرالية بنشر قوات إضافية في المناطق الساخنة وتعزيز آليات الردع، وسط انتقادات متكررة لفشل الدولة في حماية السكان من هجمات العصابات المسلحة التي تنفذ عملياتها بكل جرأة.
وفي غياب إعلان رسمي من السلطات النيجيرية بشأن هوية المهاجمين، لا تزال ظروف الهجوم الدقيقة محل تحقيق، وسط أنباء عن فرار عدد كبير من سكان كوكاوا إلى بلدات مجاورة خوفًا من تجدد العنف.