حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من أن أوروبا “لم تكن يوماً في العصر الحديث أقرب من حافة حرب عالمية ثالثة”، وذلك في تعليقها على تقارير إعلامية هنغارية تحدثت عن خطط أوكرانية مزعومة لتنفيذ عمليات تخريبية في رومانيا وبولندا بهدف اتهام موسكو بها.
وقالت زاخاروفا في قناتها على “تلغرام” إن المعلومات المنشورة تشير إلى نية كييف إصلاح طائرات مسيّرة روسية تم إسقاطها وتجهيزها بمواد قتالية لتوجيهها نحو مراكز نقل رئيسية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالتوازي مع حملة تضليل إعلامية تتهم روسيا بالمسؤولية.
وأوضحت الدبلوماسية أن هذه الطائرات نُقلت في 16 سبتمبر الجاري إلى ميدان يافوروف التدريبي في غرب أوكرانيا، حيث يوجد المركز الدولي لحفظ السلام والأمن. وأضافت أن الهدف من هذه الخطط، وفق تعبيرها، هو “إشعال مواجهة مباشرة بين موسكو والناتو”، معتبرة أن السبب وراء هذه الخطوات يعود إلى “الخسائر الاستراتيجية التي تتكبدها القوات الأوكرانية على الأرض”.
ووصفت زاخاروفا المخطط المزعوم بأنه نسخة حديثة من “حادثة غلايفيتز” التي نفذتها القوات النازية عام 1939 لتبرير غزو بولندا.
حادثة غلايفيتز الشرارة المزيّفة للحرب العالمية الثانية
تسللت مجموعة من الجنود الألمان إلى محطة إذاعية في مدينة غلايفيتز الألمانية آنذاك (التي أصبحت لاحقاً كليفيتسه في بولندا)، وافتعلت هجوماً وهمياً بدا وكأنه صادر عن البولنديين. وبثّ المهاجمون رسائل باللغة البولندية لإضفاء مصداقية على الرواية.
في مساء 31 أغسطس 1939، نفذت وحدة خاصة من قوات النازية عملية سرية عُرفت لاحقاً باسم “حادثة غلايفيتز”. الهدف لم يكن عسكرياً بقدر ما كان دعائياً: صناعة ذريعة مقنعة لتبرير غزو بولن.
العملية، رغم بساطتها، حققت الغرض الدعائي المطلوب. ففي اليوم التالي، الأول من سبتمبر 1939، استخدم النظام النازي هذا “الدليل المصطنع” للإعلان أن ألمانيا تتعرض لاعتداء بولندي، وهو ما شكّل المبرر الرسمي لغزو بولندا وبداية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.