في حادثة جديدة تسلط الضوء على التوترات المتكررة على الحدود المغربية الجزائرية، لقي شاب مغربي مصرعه إثر إطلاق نار من طرف قوات البحرية الجزائرية، بعدما انجرف قارب كان على متنه في رحلة للهجرة غير النظامية إلى المياه الإقليمية الجزائرية. الضحية، وفق ما أفادت به مصادر محلية، هو اللاعب السابق في صفوف نادي أمل العروي، أوسامة حمّام، الذي وُصف بأنه شاب رياضي طموح من مدينة الناظور.
الواقعة وقعت نهاية الأسبوع الماضي، حينما غادر قارب مطاطي السواحل الشرقية للمغرب باتجاه الضفة الأخرى للمتوسط، قبل أن يضل طريقه ويدخل المياه الجزائرية قرب سواحل منطقة السعيدية. وفور اقتراب القارب من المياه الجزائرية، أطلقت دورية تابعة للبحرية الجزائرية النار مباشرة على الركاب، ما أدى إلى وفاة أوسامة حمّام على الفور، بينما لا تزال المعلومات متضاربة بشأن مصير رفاقه.
وأثارت هذه الحادثة غضبًا واسعًا في صفوف عائلة الضحية ووسط عدد من الفاعلين في المجتمع المدني والرياضي، الذين اعتبروا أن اللجوء إلى الرصاص الحي ضد مدنيين، حتى وإن دخلوا مياهًا إقليمية مجاورة عن غير قصد، هو تصرف لا يبرره أي قانون دولي أو أخلاقي. وطالبت عائلة أوسامة السلطات المغربية بفتح تحقيق رسمي وتحمّل مسؤولياتها في ترحيل جثمان ابنها، والكشف عن ملابسات ما جرى، خاصة مع تضارب الروايات بشأن التحذيرات الموجهة من طرف البحرية الجزائرية قبل إطلاق النار.
من جهة أخرى، لم تصدر السلطات الجزائرية أي بيان رسمي حول الحادث إلى حدود كتابة هذه الأسطر، ما يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول سياسة التعامل الأمني في المناطق الحدودية، وما إذا كانت قواعد الاشتباك تحترم حقوق الإنسان والمعايير الدولية المعمول بها في مثل هذه الحالات.
الحادث يعيد إلى الواجهة قضية الهجرة غير النظامية التي أصبحت خيارًا مؤلمًا لكثير من الشباب المغربي، بمن فيهم من يحملون مواهب رياضية وفنية، في ظل غياب فرص حقيقية داخل البلاد. كما يعيد النقاش حول مصير العلاقات المغربية الجزائرية، والتي لا تزال رهينة جمود دبلوماسي طويل الأمد، ينعكس سلبًا على المواطنين البسطاء في كلا الضفتين.
وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، يبقى الحزن مخيمًا على مدينة العروي، حيث ودّعت واحدًا من أبنائها الذين كانوا يحلمون بحياة كريمة بعيدًا عن الهامش، وانتهى به المصير جثةً في عرض البحر.