أشاد الوزير البريطاني الأسبق للدفاع والتجارة الدولية، السير ليام فوكس، بالمملكة المغربية وبدورها المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن المغرب يُعد من أقدم حلفاء المملكة المتحدة، وشريكاً رئيسياً في ملفات أمنية ودبلوماسية ذات أهمية استراتيجية.
وفي مقال تحليلي نُشر على منصة “ذا ناشيونال”، تناول فوكس أهمية القرار البريطاني الأخير الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي، واصفاً إياه بـ”القرار المرحب به وطال انتظاره”. وأوضح أن هذا الدعم يعزز موقع بريطانيا ضمن التحالف الدولي إلى جانب دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، التي ترى جميعها في المغرب حليفاً موثوقاً وقادراً على لعب دور محوري في منطقة الساحل.
الوزير البريطاني أشار إلى أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لا يطرح فقط حلاً سلمياً واقعياً للنزاع حول الصحراء، بل يتضمن أيضاً رؤية تنموية متكاملة، قادرة على جذب الاستثمارات وخلق فرص الشغل، ما يمنح المنطقة أفقاً اقتصادياً واستراتيجياً واعداً.
وأكد فوكس أن “معارضي هذا المخطط لا يقدمون أي بديل عملي أو إيجابي”، مشيراً إلى أن مواقفهم تُكرّس فقط وضعية الجمود والاضطراب. كما نبه إلى المخاطر التي يمثلها انفصاليو البوليساريو، خصوصاً ارتباطهم بشبكات الإرهاب وبدول ترعى عدم الاستقرار، معتبراً أن هذه التهديدات تستدعي ردوداً حازمة من المجتمع الدولي.
في السياق ذاته، تطرق المسؤول البريطاني السابق إلى المشروع الاستراتيجي لميناء الداخلة الأطلسي، الذي وصفه بأنه فرصة واعدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية البريطانية المغربية، لاسيما في ظل مبادرة المغرب لتعزيز الربط بين منطقة الساحل والمحيط الأطلسي. واعتبر أن هذه المبادرة ليست فقط مشروعا اقتصاديا، بل تمثل “رؤية نبيلة” لتعزيز التكامل الإقليمي وإتاحة الولوج للأسواق العالمية.
ورأى فوكس أن توقيت تعزيز الشراكات مع المغرب يأتي في لحظة حاسمة من التحولات الجيوسياسية العالمية، مشيراً إلى أن الموقف البريطاني الأخير يُرسل إشارات واضحة إلى الفاعلين الدوليين والمستثمرين بأن المملكة المتحدة تراهن على الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وختم السياسي البريطاني مقاله بالتأكيد على أن “المغرب يمثل نموذجاً في التوازن بين الحداثة والأمن، كما أن دعمه يعكس فهماً دولياً متزايداً لأهمية المقاربات الواقعية والمستدامة في حل النزاعات الإقليمية”.