احتضنت عمالة إقليم جرادة، يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، لقاءً تشاوريا تحسيسيا حاسما دق خلاله المشاركون ناقوس الخطر بشأن الوضع المائي المتدهور بالإقليم، وعلى رأسه فرشة عين بني مطهر، التي تمثل شريان الحياة للمنطقة اقتصادياً واجتماعياً، في ظل تهديد حقيقي جراء الجفاف والاستغلال المفرط وغير المنظم للمياه الجوفية.
اللقاء، الذي نظمته وكالة الحوض المائي لملوية بشراكة مع عمالة جرادة، جاء تحت شعار “من أجل تدبير تشاركي ومستدام للمياه الجوفية”، وشهد مشاركة واسعة من مسؤولين إداريين وفلاحيين وممثلي المجتمع المدني، تدارسوا خلالها سبل حماية الفرشة المائية، والتحول من منطق الاستهلاك العشوائي إلى نهج مستدام مبني على التثمين والترشيد.
في كلمته الافتتاحية، شدد عامل إقليم جرادة، شكيب بلقايد، على ضرورة تفعيل التوجيهات الملكية بشأن الحزم في حماية الموارد المائية، وتكثيف دور “شرطة المياه” المنصوص عليها في القانون رقم 36.15، للحد من مظاهر الاستغلال غير المشروع. كما دعا إلى اعتماد خطة عمل متوسطة وبعيدة المدى تقوم على تقييم دقيق للموارد، وتعبئة بدائل جديدة، مع دعم مشاريع إعادة استعمال المياه المعالجة.
من جانبها، أكدت نرجس العمارتي، مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، أن اللقاء يندرج في إطار تنفيذ البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي رُفعت ميزانيته مؤخراً إلى 143 مليار درهم لمواجهة التحديات المناخية. وأشارت إلى أن فرشة عين بني مطهر توفر إنتاجية تفوق 200 لتر في الثانية، مما يستوجب إبرام عقد تدبير تشاركي لضمان استدامتها.
وعرض عبد الرحمن أنافلوس، المدير الإقليمي للفلاحة، بدائل عملية لمواجهة الإجهاد المائي في المجال الفلاحي، أبرزها تقنيات الري الذكي، واعتماد الزراعات البديلة المقاومة للجفاف كالصبار والزعفران والكينوا والخروب، إضافة إلى تجريب الزراعة بدون تربة لإنتاج الأعلاف باستهلاك مائي أقل.
من جهته، دعا ممثل الفلاحين بالمنطقة، بلحبيب براهيم، إلى إجراءات فورية، منها إلزام أصحاب الآبار بتركيب صمامات للتحكم في الصبيب، كخطوة عاجلة للحد من الهدر وضبط استهلاك المياه الجوفية.
وشدد المشاركون على أن الحفاظ على فرشة عين بني مطهر هو مسؤولية جماعية تتطلب وعياً مؤسساتياً ومجتمعياً حقيقياً، بهدف تأمين المستقبل المائي لجهة جرادة وعموم المملكة، خاصة في ظل تصاعد المخاطر المناخية وتأثيراتها على الأمن المائي والاجتماعي.
