أكدت لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان. أن منظومة الأركان المغربي تشكل نموذجا تنمويا شاملا يوفق بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في وقت يبحث فيه العالم عن حلول قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية. ويأتي ذلك تزامنا مع اليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يُحتفى به في العاشر من ماي من كل عام.
تندرج جهود المغرب في تنمية هذا المورد الطبيعي ضمن استراتيجيتين وطنيتين “الجيل الأخضر” و”غابات المغرب”. ما مكّن من تأهيل أكثر من 246 ألف هكتار من الأركان التاريخي، وغرس 10 آلاف هكتار إضافي بمناطق سوس-ماسة ومراكش-آسفي وكلميم-واد نون. وتُعتبر هذه الإنجازات ثمرة تعبئة محلية ودعم دولي يتوج بترسيم يوم عالمي للاحتفاء بالأركان.
رغم النجاحات، تواجه سلسلة الأركان تحديات بيئية ومناخية كبيرة، أبرزها شح المياه والجفاف المتكرر، إلى جانب تدهور الغطاء النباتي وتراجع إنتاج الثمار بنسبة تفوق 50% في بعض المناطق. كما تعيق التقلبات المناخية والتعدد في استخدام المجال التخطيط الزراعي والتجاري، وتضعف التزامات وحدات المعالجة والتلفيف.
تلعب منظومة الأركان دوراً محورياً في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، بفضل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتثبيت التربة، ومكافحة التصحر. كما توفر هذه السلسلة فرص عمل لأربعة ملايين شخص، تشكل النساء 80% منهم. داخل أكثر من 1000 تعاونية. مما يعزز التمكين الاقتصادي للمرأة القروية ويحد من الهجرة.
ولتعزيز الاستدامة، دعت لطيفة بعقوبي إلى توسيع زراعة الأركان نحو الأراضي الجماعية. واعتماد تقنيات حديثة في الري والطاقة، وتطوير البحث العلمي. إلى جانب تقوية قدرات التعاونيات وتحفيز الشباب على الانخراط في مهن مرتبطة بالسلسلة. ويبقى الأركان، كما قالت، أكثر من مجرد شجرة، بل هو عقد اجتماعي بين الإنسان والطبيعة? وجزء من هوية مغربية أصيلة.