في مستجد جديد ومفاجئ ضمن قضية “إسكوبار الصحراء”، مثلت الفنانة المغربية لطيفة رأفت، يوم الخميس 17 يوليوز 2025، أمام هيئة الحكم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وذلك بعد استدعائها من طرف المحكمة للإدلاء بشهادتها في الملف الذي يطال شخصيات وازنة من بينها مسؤولون سياسيون ورجال أعمال.
وتأتي هذه الخطوة عقب الجلسة المنعقدة بتاريخ 26 يونيو الماضي، التي قررت فيها المحكمة استدعاء مجموعة من الشهود، وردت أسماؤهم ضمن المحاضر الرسمية، من ضمنهم الفنانة لطيفة رأفت، بصفتها الزوجة السابقة لما يُعرف إعلامياً بـ”الحاج بن براهيم” أو “المالي”، المتهم الرئيسي في هذه الشبكة.
وشهدت الجلسة التي احتضنتها القاعة رقم 8 بمحكمة الاستئناف يوم 10 يوليوز الجاري، تطورات بارزة في هذا الملف الشائك، الذي يتابع فيه كل من سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي ومجلس عمالة الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لمجلس جهة الشرق، إلى جانب عشرات المتهمين الآخرين.
وتعود فصول هذه القضية إلى 21 دجنبر 2023، حينما قامت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بإحالة 25 شخصاً على أنظار النيابة العامة، ضمنهم 7 في حالة اعتقال و18 في حالة سراح، قبل أن يقرر قاضي التحقيق متابعة 21 متهماً في حالة اعتقال احتياطي، من بينهم شخصيات سياسية مرموقة.
وتُعد قضية “إسكوبار الصحراء” من أخطر الملفات الجنائية في السنوات الأخيرة، حيث كشفت التحقيقات عن شبكة إجرامية معقدة متورطة في تهريب كميات ضخمة من المخدرات نحو أوروبا عبر المسالك الصحراوية، إضافة إلى تهم تتعلق بغسل الأموال واستغلال النفوذ والاحتيال العقاري، وذلك تحت غطاء شركات وهمية وواجهات تجارية شكلية.
وتوسعت التحقيقات لتشمل عدداً من الأسماء البارزة في عالم السياسة والأعمال، ما يجعل من هذه القضية مرآة لكيفية توظيف النفوذ في أنشطة غير مشروعة، وسط مطالب حقوقية وشعبية بكشف جميع خيوط الشبكة ومحاسبة المتورطين مهما كانت مناصبهم.
وفي ظل هذا التوسع القضائي، تبقى شهادة لطيفة رأفت محطة محورية في فهم بعض الجوانب المرتبطة بعلاقة المتهمين ببارون المخدرات المزعوم، خاصة في ظل الاتهامات المتعلقة بالاستيلاء على عقارات كانت موضوع نزاع.