في ضربة جديدة تلقاها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته المستمرة في قطاع غزة، كشف تحقيق أولي أن كميناً محكماً في بيت حانون شمالي القطاع أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، وذلك خلال تحرك كتيبتين من القوات البرية لتطهير المنطقة.
العملية التي تم تنفيذها في منطقة تعتبر شديدة الخطورة ميدانيًا، بدأت عندما عبرت قوة من كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للواء كفير طريقاً مشتبهاً به سيراً على الأقدام، قبل أن يتم تفجير لغمين عن بعد وسط الجنود، ما أحدث خسائر فادحة ومباشرة في صفوفهم.
التحقيق الأولي أوضح أن تعقيدات المشهد لم تتوقف عند انفجار الألغام، بل تصاعدت بعد أن فتحت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين النار على وحدات الإخلاء، مما أدى إلى إصابات إضافية في صفوف فرق الإنقاذ، وتسبب في تأخير عملية الإخلاء ونقل المصابين، وسط ظروف ميدانية شديدة التعقيد.
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بأن عملية الإسناد التي أعقبت الهجوم كانت مكلفة، من حيث عدد الإصابات ونوعية الضباط المستهدفين، حيث تم تأكيد إصابة ضابط كبير في العملية. وتظهر الصور التي نشرها الجيش لبعض القتلى أن الخسائر طالت جنوداً ميدانيين ذوي رتب حساسة، ما قد يثير تساؤلات حول مدى استعداد الفرق البرية للتعامل مع الكمائن المعقدة في المناطق الحضرية المكتظة مثل شمال غزة.
يُنظر إلى هذا الهجوم على أنه من بين أكثر العمليات التي ألحقت خسائر مباشرة بالجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة من التصعيد، خاصة مع استمرار التحذيرات من ضعف التغطية الاستخباراتية في بعض الأحياء الشمالية للقطاع، حيث تنشط خلايا المقاومة الفلسطينية التي باتت تستخدم تكتيكات أكثر احترافية في زرع العبوات وتنفيذ الهجمات المباغتة.
ويأتي هذا التطور في وقت تتواصل فيه المحادثات السياسية حول تهدئة محتملة في الدوحة، حيث يرى مراقبون أن هذه الخسائر قد تزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتسريع بإبرام صفقة تبادل وإنهاء الحرب، خاصة مع تصاعد عدد الجنود القتلى، وتدهور الروح المعنوية للقوات البرية.