في خضم الحملة الانتخابية الجارية داخل مخيمات تندوف، أطلق بشير مصطفى السيد، القيادي البارز في جبهة البوليساريو وشقيق مؤسسها، سلسلة تصريحات تصعيدية تدعو إلى مواصلة ما وصفه بـ”العمل العسكري” ضد المغرب، مستبعدًا أي تراجع عن قرار الجبهة باستئناف الأعمال العدائية، المعلن عنه في 13 نونبر 2020.
وفي مقال حديث، أثنى السيد على النهج العسكري لحركة “حماس”، وخصّ بالذكر ما سماه “القيادة الاستثنائية لكتائب القسام”، معتبراً إياها نموذجاً يُحتذى به من طرف البوليساريو. كما دعا إلى اعتماد تكتيكات مشابهة، من بينها حفر الأنفاق وشنّ هجمات خاطفة ضد القوات المسلحة الملكية المغربية، في مسعى لإعادة إحياء نشاط الجبهة الميداني، الذي يعاني من جمود واضح منذ أشهر.
ويأتي هذا الخطاب التصعيدي في ظل تباين واضح بين الجبهة وداعمتها الرئيسية الجزائر، حيث أعرب السيد سابقاً عن امتعاضه من تحفظ الجزائر بشأن تسليح الجبهة بشكل أكبر. وقد أيد هذا الموقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صراحة، حين صرّح في مقابلة مع وسيلة إعلام فرنسية أن بلاده تمتنع حاليًا عن تزويد “الصحراويين” بأسلحة إضافية، حفاظًا على مصالحها الإقليمية.
تأتي هذه التطورات في سياق عزلة إقليمية متزايدة تعاني منها جبهة البوليساريو، خصوصاً بعد سقوط النظام السوري الذي كان من بين أبرز داعميها، إلى جانب تراجع الاهتمام الدولي بالملف على ضوء أزمات أكثر إلحاحًا.
ويرى مراقبون أن استدعاء السيد للنموذج “الحمساوي” يعكس محاولة لإعادة شحن الصفوف داخل المخيمات، في ظل التراجع الميداني، وصعوبات لوجستية، وتنامي الزخم الدولي الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي باتت تحظى باعتراف دولي متزايد باعتبارها الحل الواقعي والنهائي للنزاع.