Tuesday, 2 September 2025
الاخبار دولية

قمة “سادك” تنتهي بتراجع محور الجزائر– بريتوريا أمام توسع الحلف الداعم لمغربية الصحراء

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/6m4c

اختتمت القمة الخامسة والأربعون لمجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية (سادك)، المنعقدة في عاصمة مدغشقر، على وقع مواجهة سياسية حادة بين محور تقوده جنوب إفريقيا ويدعمه كل من الجزائر وزيمبابوي وناميبيا وموزمبيق، وبين دول صديقة للمغرب مثل إسواتيني وموريشيوس ومدغشقر. وقد تمحور الخلاف حول إدراج فقرة في البيان الختامي تدعم أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما رفضته الدول الحليفة للمغرب معتبرة أن ذلك يزجّ المنظمة في نزاع إقليمي مفتعل لا يدخل ضمن أهدافها الأصلية.

ورغم نجاح جنوب إفريقيا في تمرير إشارة محدودة لصالح البوليساريو، فإن الموقف المتحفظ الذي عبّرت عنه مدغشقر، الرئيسة الدورية الجديدة للمجموعة، عكس رفضاً واضحاً لتسييس أجندة التكتل الإقليمي. كما أن إسواتيني ذهبت أبعد من ذلك، إذ وجهت مذكرة رسمية لأمانة “سادك” أعلنت فيها تبرؤها من البيان الختامي، مؤكدة أن موقفها يقوم على تعليق أي إشارة إلى نزاع الصحراء المغربية إلى حين التوافق بين الدول الأعضاء، ومشددة على مرجعية المسار الأممي ومبادئ السيادة والوحدة الترابية للدول.

هذا الموقف يتناغم مع علاقات إسواتيني الراسخة مع المغرب، حيث كانت قد افتتحت قنصلية عامة بمدينة العيون سنة 2020، تعبيراً عن دعمها الواضح لمغربية الصحراء ومساندتها لمقترح الحكم الذاتي باعتباره حلاً عملياً وواقعياً للنزاع.

محللون سياسيون أكدوا أن ما جرى في قمة “سادك” يبرز عزلة المحور الداعم للبوليساريو، في مقابل توسع الحلف الإفريقي المساند لوحدة المغرب الترابية. الباحث سعيد بوشاكوك اعتبر أن الضغوط التي مورست خلال القمة لم تسفر سوى عن تمرير فقرة يتيمة بلا أثر حقيقي، وأن غياب بعض القادة الأفارقة المعروفين بدعمهم الثابت للمغرب سهّل تمرير هذه الإشارة. وأوضح أن استقبال وزير خارجية مدغشقر للسفير المغربي مباشرة بعد انتهاء الأشغال حمل رسالة سياسية واضحة تعكس موازنة في المواقف وتفادي الانخراط في أجندة لا تخدم أهداف التكتل.

أما الباحث بيبوط دداي فاعتبر أن ما حدث لا يعدو أن يكون محاولة جديدة من محور الجزائر– بريتوريا لافتعال انتصار وهمي، مشيراً إلى أن إدراج فقرتين متناقضتين حول البوليساريو في البيان يعكس ارتباكاً قانونياً وسياسياً، خاصة أن التنظيم يفتقر إلى مقومات الدولة، ولا يحظى باعتراف دولي، فيما يظل مجلس الأمن الجهة الوحيدة المخولة لمعالجة النزاع.

من جانبه، أوضح الباحث الشيخ بوسعيد أن المواجهة داخل القمة أظهرت هشاشة موقف خصوم المغرب، الذين لم يتمكنوا من فرض أي اختراق ملموس، بينما واصلت الدول الداعمة للوحدة الترابية المغربية الدفاع عن مرجعية الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. وأكد أن تزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي يجعل الأطروحة الانفصالية تفقد تدريجياً أي تأثير حقيقي داخل التجمعات الإقليمية.

أما مينة لغزال، منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، فرأت أن إدراج قضية الصحراء في أجندة “سادك” يمثل انحرافاً عن الأهداف الاقتصادية والتنموية للتكتل، ويعكس إصرار محور الجزائر– جنوب إفريقيا على توظيف ملف متجاوز لإضعاف المغرب، رغم أن المجتمع الدولي يعتبره نزاعاً إقليمياً يمكن تسويته في إطار مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

القمة التي انعقدت تحت شعار “تعزيز التصنيع، وتحويل النظام الزراعي، والتحول في مجال الطاقة من أجل سادك أكثر مرونة”، أكدت في شقها الاقتصادي التزام الأعضاء بدفع التعاون الإقليمي وتطوير البنيات الإنتاجية. غير أن إصرار بعض الأطراف على تسييسها كشف، بحسب مراقبين، عن تراجع نفوذهم مقابل صعود محور مؤيد للوحدة الترابية المغربية، ما يجعل القمة محطة أخرى تبرز تقلص دائرة الدعم لجبهة البوليساريو داخل القارة الإفريقية.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/6m4c

الإعلام الأخضر

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.