امتدت القمة التي جمعت الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، الجمعة في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية بولاية ألاسكا، لما يقارب ثلاث ساعات، في محاولة لإيجاد مخرج لأعنف صراع تشهده القارة الأوروبية منذ ثمانية عقود.
وخلال المؤتمر الصحفي الختامي، أكد ترامب أن المحادثات كانت “مثمرة للغاية”، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى “اتفاقات مهمة” مع بقاء نقاط خلافية، بينها قضية يعتبرها الطرفان “الأكثر حساسية”. وأضاف: “أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للتوصل إلى حلول، وأقيّم هذه القمة بـ10 من 10”.
من جانبه، شدد بوتين على أن علاقات الثقة المتنامية مع نظيره الأمريكي قد تفتح الطريق لإنهاء الحرب في أوكرانيا “بأسرع وقت ممكن”. وقال: “نجحنا في إقامة تواصل عملي مبني على الثقة، وكلما سرعنا في السير بهذا الطريق، اقتربنا من إنهاء النزاع”، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد موسكو للعمل على ضمان أمن أوكرانيا.
شارك في المحادثات من الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلاوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، إلى جانب مساعد الرئيس يوري أوشاكوف والممثل الخاص كيريل دميترييف.
زيارة ذات رمزية تاريخية
عقب انتهاء القمة، توجه بوتين إلى المقبرة العسكرية الوطنية فورت ريتشاردسون في أنكوريج، حيث وضع الزهور على قبور الطيارين السوفييت الذين شاركوا في نقل الطائرات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي عبر طريق ألاسكا-سيبيريا خلال الحرب العالمية الثانية.
ويضم القسم الشرقي من المقبرة 14 قبراً سوفيتياً، حُددت هوية 11 منهم، بينهم 9 طيارين وبحّاران، بينما يبقى أحد القبور مجهول الهوية. وقد نُقلت رفاتهم إلى المقبرة الوطنية في أكتوبر 1946.
ووصف مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف الزيارة بأنها “تحمل رمزية خاصة”، إذ تذكّر بأخوة السلاح بين الشعبين الأمريكي والروسي خلال الحرب العالمية الثانية، وتأتي في الذكرى الثمانين للنصر على النازية واليابان العسكرية.