خلال زيارة تفقدية شملت الفرقة الأولى للصاعقة والمظليين والتجمع الخاص للتدخل رقم 6 في ولاية أطار شمال موريتانيا، قال الفريق محمد فال ولد الرايس، قائد أركان الجيش: “الاستعداد الدائم” أصبح ضرورة دفاعاً عن الوطن، خاصة مع تصاعد التوترات الأمنية على الحدود مع مالي.
وأكد الفريق ولد الرايس أن “الجيش الوطني يشكل قبيلة واحدة وشريحة واحدة، وهو غير معني برهانات السياسيين”، في موقف واضح يهدف إلى تعزيز الانضباط العسكري وتحصين المؤسسة من الانقسامات السياسية. وقد اعتبر خبراء أن هذه الرسالة تعزز الروح القتالية والتماسك الداخلي.
ومع تنامي أنشطة جماعات مسلحة خارجة عن القانون في الحزام الحدودي مع مالي، أصبحت القوات الموريتانية في حالة تأهب دائم. ووفق تقرير صادرة عن معهد تيمبكتو، ارتفعت غزوات جبهة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) في المنطقة، مما يعرض حتى التجارة عبر الحدود للتهديد.
وقد أعلن الجيش الموريتاني في بيان رسمي، أنه استجاب لمتطلبات الوحدات العسكرية المنتشرة في الشمال، خاصة من حيث العتاد والتسليح. وترتكز هذه التعزيزات على الحزمة الأخيرة من المعدات التي اعتمدتها قيادة الدفاع، بالتعاون مع الجهات الحكومية .
خلال لقائه الضباط والجنود، دعا الفريق ولد الرايس إلى الالتزام بقيم الانضباط والاحترافية، مشدداً على ضرورة العناية بالعتاد العسكري “الذي تم شراؤه من أموال دافعي الضرائب”. وأكد أن الجيش همّ محترف، وليس أداة لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما يعزز ثقافة المسؤولية داخل الصفوف.
يرى مراقبون أن تصريحات قائد الأركان تأتي في سياق إعادة هيكلة نوعية للجهاز العسكري، بهدف مواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما على الجبهة الشمالية. فقد وجّهت التعيينات الأخيرة إشارات قوية لإعادة ضبط العلاقة الاستراتيجية مع الجزائر، وسط تحالفات إقليمية تشمل المغرب، كما لفتت الانتباه إلى ضرورة تقوية الوجود الأمني على الخط الحدودي .
في ضوء التحديات الراهنة، يطرح قائد الأركان خطة شاملة لتعزيز الجاهزية العسكرية والتركيز على الانضباط المؤسسي كخط دفاع أول ضد التهديدات الداخلية والخارجية. وتظهر التحركات على أرض الواقع — من تعزيز العتاد إلى التعيينات الاستراتيجية — أن موريتانيا تستعد للعب دور أمني بارز فى المنطقة.