في شهادة قوية على عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، أشاد الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، بالمغرب، واصفًا إياه بـ”نموذج للاستثمار الأمريكي الناجح” في القارة السمراء. جاء ذلك خلال اجتماع رفيع المستوى لقادة القيادتين المركزية والأفريقية الأمريكية، عُقد يوم الثلاثاء لمناقشة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأكد الجنرال لانغلي أن المغرب يمثل “مثالاً ساطعًا على العائد الكبير من استثمارات الولايات المتحدة في إفريقيا”، مشيرًا إلى أن الجهود المغربية في تطوير “النواة التحليلية” للقيادة العسكرية تُعد “خطوة حاسمة نحو احترافية الجيوش الإفريقية”. هذه التصريحات تسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه المغرب كشريك أمني موثوق به للولايات المتحدة في المنطقة.
تأتي هذه الإشادة في سياق مشاركة الجنرال لانغلي مؤخرًا في تمرين “الأسد الإفريقي 2025″، الذي وصفه بـ”الأضخم من نوعه”، بمشاركة أكثر من 52 دولة، بما في ذلك 10 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) و42 دولة غير منضوية تحت الحلف، بالإضافة إلى أكثر من 10,000 جندي. ويعكس هذا التمرين الضخم التزام المغرب بتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
وفي إشارة إلى استمرار التعاون الميداني، كشف لانغلي أن الرقيب ميجور مايكل وودز، القائد الأعلى للرتب الأخرى في القيادة، يتواجد حاليًا في المغرب للمشاركة في مؤتمر كبار ضباط الصف الأفارقة، مما يؤكد على توطيد العلاقات والتنسيق المستمر بين القيادة الأمريكية وشركائها الأفارقة.
وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة، استبعد قائد “أفريكوم” نقل مقر قيادة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا من ألمانيا إلى إحدى الدول الإفريقية الشريكة مثل المغرب. وأوضح لانغلي أن “الفائدة التشغيلية التي نكسبها من قدرتنا على العمل من مقرنا في شتوتغارت لا تعادل حجم التكاليف المرتبطة بنقل المقر. لذا، من منظور تحليل التكلفة، فإننا في موقع مفيد ومناسب حاليًا”.
ومع ذلك، لم يتردد الجنرال لانغلي في التأكيد على أن “المغرب شريك عظيم، وما يقومون به في تصدير الأمن هو أمر هائل، خاصة في الدول الواقعة جنوب الصحراء”. هذه التصريحات تعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة في مجال الأمن والاستقرار.
يُذكر أن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) هي قيادة قتالية شاملة المهام مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية والعلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية. وتدعم “أفريكوم” القوات المسلحة الإفريقية من خلال التدريب والمناورات ومبيعات المعدات وجهود التعاون الأمني، مع التركيز على تعزيز احترام الجيوش الإفريقية للحكومات المدنية، وقوانين الحرب، وحقوق الإنسان. وتستخدم القيادة نهج “الدبلوماسية، والتنمية، والدفاع” لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع والتطرف في إفريقيا.