في مشهد يفيض بالرهبة والسكينة، شهد صحن المسجد الحرام بمكة المكرمة، صباح الخميس 26 يونيو 2025، تثبيت كسوة الكعبة المشرفة الجديدة، وذلك تزامنًا مع دخول العام الهجري الجديد 1447 هـ، في تقليد سنوي تجتمع فيه الدقة الحرفية بالجلال الروحي.
وجرت عملية التثبيت تحت إشراف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبمشاركة فريق فني سعودي مكوّن من 154 صانعًا متخصصًا، ينتمون إلى معمل كسوة الكعبة المشرفة، أحد أهم الرموز الدينية والفنية في العالم الإسلامي.
وفور وصول الكسوة الجديدة إلى المسجد الحرام، تم نقلها مباشرة إلى الجهات الأربع للكعبة، ليباشر الفريق الفني المختص عملية تثبيتها بإجراءات دقيقة تراعي أعلى المعايير الفنية والتنظيمية، من حيث التنسيق، والضبط، والمحافظة على قدسية المكان.
ووفق بيان رسمي، استخدم الفريق الفني في تصنيع وتثبيت الكسوة ما يقارب:
- 825 كيلوغرامًا من الحرير الطبيعي الأسود عالي الجودة،
- 120 كيلوغرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب عيار 24،
- 60 كيلوغرامًا من أسلاك الفضة الخالصة،
- إضافة إلى 410 كيلوغرامات من القطن الداخلي المستخدم في التبطين والدعم.
وتتميّز الكسوة الجديدة بزخارفها القرآنية المطرزة بخيوط الذهب والفضة، حيث تضم:
- 47 قطعة من الحرير المنقوش بنقوش قرآنية،
- مطرزة بـ68 آية كريمة، بخط عربي متقن يحمل في تفاصيله جمالًا فنيًا وروحانيًا يعكس مكانة الكعبة في قلوب أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم.
وتعد كسوة الكعبة المشرفة واحدة من أبرز مكونات الهوية الإسلامية، وتصنع بالكامل بأيدٍ سعودية في مصنع مخصص بمدينة مكة المكرمة، ضمن عملية دقيقة تستغرق شهورًا من العمل المستمر والتفاني، وتعدّ من أعرق التقاليد الإسلامية التي تمتد جذورها إلى أكثر من 13 قرنًا.
ويؤكد هذا الحدث السنوي الكبير رمزية تجديد الكساء مع بداية كل عام هجري، تعبيرًا عن البدايات الجديدة والطهارة والتجديد في حياة الأمة الإسلامية، كما يعكس حرص المملكة العربية السعودية على خدمة الحرمين الشريفين والعناية بكافة شؤونهما وفق أعلى المعايير الدولية والشرعية.








