يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ692 وسط حصيلة متزايدة من الضحايا المدنيين، إذ أفادت مصادر طبية داخل مستشفيات القطاع باستشهاد 24 فلسطينياً منذ فجر اليوم، بينهم 9 من المنتظرين في طوابير المساعدات الإنسانية، في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية المكثفة على مدينة غزة، تمهيداً لعملية عسكرية جديدة يعلن جيش الاحتلال أنه يستعد لتنفيذها.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت بدورها عن وفاة أربعة أشخاص جراء التجويع وانعدام الغذاء، بينهم طفلان، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 317 شهيداً، من ضمنهم 121 طفلاً، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية. وحذّر الدكتور منير البرش، المدير العام للوزارة في غزة، من أن الأيام المقبلة ستشهد موجات وفيات جماعية تتجاوز المعدلات القصوى، نتيجة سياسة التجويع الممنهج التي يفرضها الاحتلال على سكان القطاع.
الأمم المتحدة ووكالة الأونروا شددتا في تقاريرهما الأخيرة على أن غزة لم يعد فيها أي مكان آمن، محذرتين من أن العاملين الصحيين والصحفيين وعمال الإغاثة يتعرضون لعمليات قتل ممنهجة، وبأعداد لم يشهدها أي نزاع مسلح آخر في التاريخ الحديث. كما قدّرت الأونروا أن نحو نصف مليون شخص في مدينة غزة يعيشون حالة مجاعة حقيقية، وسط انعدام شبه كامل للمياه والغذاء والدواء.
على الصعيد السياسي، ما زال الغموض يلف الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بشأن مستقبل الحرب في غزة. ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر مطلعة أن اللقاء عرف حضور رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشار ترامب السابق جاريد كوشنر، حيث قدما للرئيس الأمريكي مقترحات متعلقة بخطة “اليوم التالي” لما بعد الحرب، دون أن يتم الكشف عن تفاصيل واضحة بشأنها.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية، إذ أصيب نحو 80 فلسطينياً خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس، من بينهم إصابة خطيرة بالرصاص الحي. وقد أجبرت القوات الإسرائيلية عدداً من العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، خلّفت عشرات الجرحى، في صورة أخرى من صور القمع اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال.