في سياق يتسم بتعقيد غير مسبوق للوضع الفلسطيني، جددت القيادة الفلسطينية إشادتها بالدعم الثابت والمتواصل الذي يقدمه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وأعرب محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، عن هذا الموقف خلال تصريح صحفي أدلى به في مدينة إشبيلية الإسبانية، عقب مباحثاته مع رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، على هامش المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية.
مصطفى، الذي تحدّث باسم الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني، عبّر عن امتنانه للجهود التي يبذلها العاهل المغربي في دعم القضية الفلسطينية، مشيراً بشكل خاص إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة، سواء في ما يتعلق بالقدس الشريف أو بالوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وأكد أن اللقاء شكل مناسبة لتوجيه رسالة تقدير صادقة إلى الحكومة والشعب المغربيين على مواقفهما الثابتة، وعلى الانخراط الفعلي والدائم في دعم الفلسطينيين، ميدانياً وسياسياً.
كما شدد المسؤول الفلسطيني على ضرورة إنهاء معاناة سكان غزة، الذين يعيشون تحت وطأة أوضاع إنسانية كارثية، مما يحتم التحرك من أجل التمهيد لمرحلة إعادة الإعمار، وهي مرحلة لا يمكن أن تنطلق فعلياً إلا ضمن أفق سياسي واضح يعيد إطلاق مسار السلام، وفق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
ويشارك المغرب في هذا المؤتمر الدولي الهام بوفد رفيع المستوى، يرأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويضم نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، والسفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، والسفيرة كريمة بنيعيش، ممثلة المغرب في مدريد. حضور يعكس مكانة المغرب كشريك دولي فاعل في الملفات المرتبطة بالتنمية والسلام، وحرصه على أن يظل صوتاً داعماً للعدالة والكرامة، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.