في لحظة مؤثرة تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، ألقى المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي، خطابًا إنسانيًا عميقًا عبر فيه عن ألمه الشديد لما يجري في قطاع غزة. جاء ذلك خلال حفل تكريمه بشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر، حيث وصف الحرب الدائرة هناك بأنها “تؤلم جسدي بأكمله”.
تصريحات غوارديولا، البالغ من العمر 54 عامًا، جاءت يوم الإثنين الموافق 09 يونيو 2025، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع. وبصوته المفعم بالأسى، أكد المدرب الإسباني أن موقفه لا ينبع من أي أيديولوجيا سياسية، بل هو تعبير عن مبادئ إنسانية بحتة. “دعوني أكون واضحًا، الأمر لا يتعلق بالأيديولوجيا. لا يتعلق بما إذا كنت على حق أم على خطأ. الأمر يتعلق فقط بحب الحياة، والاهتمام بجارك”، هكذا قال غوارديولا، مسلطًا الضوء على البعد الإنساني للصراع.
ولم يتردد غوارديولا في التعبير عن صدمته من مشاهد العنف التي تطال الأطفال في غزة، محذرًا من أن تداعيات هذه الحرب قد تطال الجميع. “ربما نعتقد أنه ليس من شأننا أن نشاهد مقتل فتيان وفتيات في الرابعة أو الخامسة من عمرهم بقنبلة في مستشفى لم يعد أصلاً مستشفى. حسنًا، لا بأس، فكروا كما تريدون. (اعتبروا أن) هذا لا يعنينا. لكن احذروا، القادمون قد يكونوا لنا (أطفالنا). الأطفال الرابعة أو الخامسة من عمرهم سيكونون لنا”. وأضاف، متأثرًا: “اعتذر، لكني أرى أطفالي، ماريا، ماريوس وفالنتينا عندما أرى كل صباح، منذ بدء الكابوس، أطفال غزة، وأنا خائف جدًا”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متصاعدة لوقف حربها في غزة، التي بدأت في أكتوبر 2023. وقد تسببت الغارات اليومية في دمار واسع في القطاع، بينما تحذر الأمم المتحدة من خطر المجاعة بسبب الحصار والقيود المشددة المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. وتشير بيانات وزارة الصحة في القطاع المحاصر إلى استشهاد أكثر من 54,880 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
يُعرف غوارديولا بمواقفه السياسية الصريحة، حيث كان من الداعمين علنًا لحملة استقلال كاتالونيا عن إسبانيا. وقد حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر تقديرًا لنجاحه غير المسبوق مع مانشستر سيتي، حيث قاد الفريق للفوز بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى عمله الخيري من خلال “مؤسسة غوارديولا سالا” التي تدعم الفئات الأكثر حرمانًا.
ولم يكن غوارديولا الشخصية الوحيدة في عالم كرة القدم التي تعبر عن رأيها بشأن الأوضاع في غزة. ففي أكتوبر 2023، دعا مهاجم ليفربول ومنتخب مصر، محمد صلاح، قادة العالم إلى التكاتف “لمنع المزيد من المذابح بحق الأرواح البريئة”. وفي المقابل، تخلى نادي ماينتس الألماني عن الجناح الهولندي أنور الغازي في الشهر التالي، بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالصراع، مما يعكس حساسية القضية وتأثيرها على الشخصيات العامة في مختلف المجالات.
