في تطور غير مسبوق، اخترقت طائرات إسرائيلية الأجواء القطرية ونفذت غارة استهدفت قيادات من حركة “حماس” في الدوحة، المدينة التي اعتادت أن تحتضن جولات الوساطة بين الحركة وإسرائيل.
الهجوم الذي وُصف في قطر بـ”الاعتداء الجبان” فجّر موجة إدانات إقليمية ودولية، وسط مخاوف من أن يشكّل لحظة فارقة قد تعيد رسم ملامح الصراع وتنسف ما تبقى من جهود وقف الحرب في غزة.
تحولات ما بعد 7 أكتوبر
يرى مراقبون أن الغارة جاءت في سياق أوسع من التحولات التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر 2023. فمن خطاب “السلام الإقليمي” و”الشراكات الاقتصادية”، انتقل محور إسرائيل وحلفائها إلى معادلة جديدة: “الأمن أولا”.
هذا التحول لم يوقف مسار التطبيع العربي–الإسرائيلي، لكنه غيّر مضمونه من تعاون اقتصادي ودبلوماسية علنية، إلى تنسيق أمني سري تغذيه المخاوف المشتركة من إيران، فيما تظل القضية الفلسطينية العقبة الأساسية أمام أي تطبيع كامل.
ردود إقليمية: تضامن خليجي وتحذير من التداعيات
قطر: الأمير تميم بن حمد آل ثاني أكد أن بلاده ستتخذ إجراءات لحماية سيادتها.
الإمارات: الرئيس محمد بن زايد أعلن من الدوحة تضامنه مع قطر، معتبراً أن الهجوم يقوّض الأمن الإقليمي.
عُمان: السلطان هيثم بن طارق وصف الغارة بأنها “إجرامية”.
إيران: أدانت بشدة، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك ضد “نهج إسرائيل العدواني”.
إندونيسيا: حذرت من تهديد الهجوم لأمن المنطقة.
مواقف دولية: رفض واسع وقلق متصاعد
بريطانيا: أكدت دعمها لدور الوساطة القطري واعتبرت تصرفات إسرائيل عقبة أمام السلام.
ألمانيا: شددت على أن انتهاك سيادة قطر “غير مقبول”.
فرنسا: أعربت عن قلقها وأكدت تضامنها مع قطر، لكنها في الوقت ذاته دانت “جرائم حماس” وطالبتها بالإفراج عن الأسرى.
اليونان: اعتبرت الغارة انتهاكاً للقانون الدولي.
روسيا: وصفت الضربة بأنها خرق صارخ لميثاق الأمم المتحدة ودعت إلى تجنّب التصعيد.
ارتباك في إسرائيل
ورغم الضجة التي أحدثتها العملية، قالت القناة 13 العبرية إن مرور ساعات طويلة من دون نتائج ملموسة أمر “مقلق”، مشيرة إلى تراجع التفاؤل الذي ساد في البداية بشأن استهداف قيادات بارزة من حماس في قطر.
لحظة مفصلية
يرى محللون أن هذه الغارة تمثل محطة فاصلة: فهي من جهة تعكس تحوّل إسرائيل نحو استراتيجية “الأمن أولا”، ومن جهة أخرى تضعف فرص الوساطات الدبلوماسية التي لعبت الدوحة دوراً محورياً فيها منذ اندلاع حرب غزة، ما يجعل المنطقة أمام فصل جديد من التصعيد الميداني والدبلوماسي في آن واحد