الاخبار مجتمع

طنجة تفتح الباب أمام مدن المغرب لكسر “ابتزاز السترات الصفراء”

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/aml9

خلّفت الحملة الأخيرة التي شنتها سلطات مدينة طنجة على ما يُعرف بـ”أصحاب الجيلي الأصفر” صدى واسعًا وارتياحًا كبيرًا في الأوساط المحلية والوطنية، بعد توقيف 11 شخصًا من حراس السيارات غير المرخصين ووضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية. هذه الخطوة، التي جاءت في ذروة موسم الصيف السياحي، حملت رسالة واضحة مفادها أن التسيب واستغلال الفضاء العمومي لن يكونا محل تساهل بعد اليوم.

المدينة التي تستقبل الآلاف من الزوار في فصل الصيف، عرفت في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة الحراس غير القانونيين الذين يستغلون الشارع العام كمصدر دخل خاص، بل ويتعاملون معه أحيانًا كما لو أنه ملكية شخصية. هذه الظاهرة، التي تأخذ أبعادًا مقلقة في المدن الكبرى، لا تقتصر فقط على المطالبة بمقابل مادي لقاء ركن السيارات، بل تتحول في حالات كثيرة إلى ممارسة شبه ابتزازية تفضي أحيانًا إلى شجارات مع السائقين.

تعليقًا على هذه الحملة، قال حسن بلخيضر، مستشار جماعي وفاعل مدني بطنجة، إن المدينة تعيش منذ سنوات فوضى في مجال تنظيم السير والجولان، خاصة مع توقف نظام “الصابو” الذي كان ينظم عملية الركن. وأكد أن خسائر مالية ضخمة لحقت بالجماعة بسبب غياب تنظيم صارم، داعيًا إلى قرارات جريئة قد يراها البعض قاسية، لكنها ضرورية لتحقيق صورة مدينة عصرية تحترم القانون والنظام.

بلخيضر أوضح أن السلطات سبق أن اتخذت قرارًا عامليًا يقضي بعدم تجديد تراخيص حراس الشوارع، تبعته مرحلة جديدة تتمثل في إخلاء الشوارع نهائيًا من هؤلاء، مع استئناف نظام الأداء مقابل الركن عبر شركة مفوض لها تدبير العملية. وأكد على أهمية إدماج بعض الحراس في المنظومة الجديدة وفق شروط قانونية، كحل يوازن بين مكافحة الفوضى ومراعاة الجوانب الاجتماعية.

من جانبه، اعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، أن ما يحصل في طنجة هو مبادرة مشجعة يجب أن تُعمم على باقي المدن، مشددًا على أن الفضاء العمومي لا يمكن أن يكون مجالًا للكسب غير المشروع. وأوضح أن ما يقوم به أصحاب “الجيلي الأصفر” هو شكل من أشكال الاحتلال غير القانوني للشارع، إذ يتصرفون فيه وكأنه ملك خاص، في غياب أي مسؤولية حقيقية في حال وقوع سرقات أو أضرار.

الخراطي وصف هؤلاء الحراس بأنهم “سرطان مدني يستوجب الاستئصال”، مشيرًا إلى أن بعضهم يحقق دخلًا يوميًا قد يصل إلى 1000 درهم، دون أداء أي ضرائب أو تحمل أي التزام تجاه الدولة أو المواطنين. وأضاف أن سلوكهم يتراوح بين الاستعطاف أحيانًا والتهديد أحيانًا أخرى، مما يضع السائقين في موقع ضعيف وغير محمي.

هذا التحرك الذي تقوده سلطات طنجة يسلط الضوء مجددًا على ظاهرة متجذرة في معظم المدن المغربية، ويعيد النقاش حول دور الجماعات المحلية والسلطات الأمنية في تنظيم الشارع وضمان كرامة المواطنين، خاصة في فترات الذروة السياحية. ومع ارتفاع الأصوات المطالبة بتعميم هذه الحملة، يبقى الرهان معلقًا على مدى استعداد باقي المدن المغربية لخوض معركة النظام ضد الفوضى، وتكريس الحق في الفضاء العمومي الآمن.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/aml9

الإعلام الأخضر

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.