في مشهد يُمزّق القلب ويعكس عمق الجراح التي تنزف بها غزة يوميًا، التُقطت صور لأب فلسطيني يحمل بيديه ما تبقى من جسد طفله الصغير، الذي استُشهد إثر قصف عنيف استهدف منزلاً قرب مقبرة الشيخ رضوان. لا إسعاف ولا مركبة نقل… الأب المكلوم يمشي بين الركام والرماد، وجهه ملامح الصدمة والذهول، وصراخه يتقاطع مع أصوات الأنين والنداء وسط الحطام.
كان يبحث عن وسيلة ينقل بها جثمان صغيره، لكن الطرقات غارقة في الخراب، والسماء مزدحمة بالطائرات، وأرض غزة، التي احتضنت الطفل شهيدًا، لم تعد تعرف سوى الدمار والصمت القاسي للعالم.
المشهد ليس مجرد صورة تُنشر، بل شهادة دامغة على مأساة متكررة، على عجز النظام الإنساني أمام وحشية القصف، وعلى أطفال يُسحقون أمام أنظار الضمير العالمي الذي اعتاد الصمت، بينما يُذبح البراءة في وضح النهار.
ووسط كل ذلك، لا تزال غزة تنتظر. تنتظر أن يلتفت العالم، لا بكاميراته فقط، بل بقراراته، بوقفات حقيقية توقف هذا النزيف المفتوح منذ عقود.