شهدت مناطق تطوان وشفشاون اندلاع حرائق غابوية متقاربة زمنيًا يوم الثلاثاء، إذ اندلع حريق ضخم في غابات تطوان الجبلية بمنطقة بنقريش بعد ساعات من اندلاع حريق ضخم في شفشاون. هذا التزامن خلق حالة استنفار واضحة لدى السلطات، التي بدأت تعبئة فرق التدخل البرية والجوية في سباق مع الزمن لاحتواء الوضع.

واندلع الحريق في منطقة بنقريش غربي تطوان، حيث تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان، ما استدعى تدخل فرق الوقاية المدنية والقوات المساعدة والمتطوعين لاحتوائه ومنع انتشاره نحو المناطق السكنية. هذا التدخل الميداني جاء متزامنًا مع استمرار الجهود في شفشاون، مما يعكس تحديًا مزدوجًا أمام الأجهزة المختصة.

في تطوان، مثلما في شفشاون، لعبت طائرات “كنادير” دورًا محوريًا في دعم جهود الإطفاء. حيث استخدمت هذه الطائرات المتخصصة لإسقاط كميات كبيرة من المياه فوق البؤر المشتعلة، مما ساهم في احتواء النيران بسرعة نسبية، خصوصًا في مواجهة الرياح القوية ووعورة التضاريس.

وما تزال خريطة الخسائر غير مكتملة، لكن ما يُعرف حتى الآن هو أن الحريق في تطوان أتلف مساحات من الغطاء النباتي الهش، وسط مخاوف من تضرر التنوع البيئي في المنطقة الجبلية. التحقيقات ماضية بقيادة النيابة العامة، في ظل شكوك حول إمكانية أن يكون الحريق بفعل ظروف طبيعية أو بفعل بشري. وفي حالات سابقة في منطقة عين الحصن غربي تطوان (يونيو 2025)، ارتبط اندلاع حريق بالغليان الحراري والرياح القوية، رغم عدم تسجيل إصابات بشرية.

وقد أعلنت السلطات عن تفعيل خطة طوارئ شاملة شملت تعبئة فرق الإطفاء، والسلطات المحلية، والمتطوعين، مع تعزيز قدرات المراقبة والإنذارات المبكرة. ويرى العديد من المراقبين، خاصة من الفاعلين البيئيين، أن هذا الموسم يجب أن يشكل تجربة لتنمية بنية مكافحة الحرائق بالمنطقة، من خلال تعزيز الأسطول الجوي، وتطوير شبكات الإنذار، وتنظيم حملات توعية للحماية من أخطار إشعال النيران، خاصة مع موجات الحرارة والرياح المتسارعة.