في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بمدينة القنيطرة، تمكنت المصالح الأمنية من تفكيك شبكة متخصصة في إنتاج وتوزيع الأفلام الإباحية، كانت تنشط في سرية تامة داخل شقة بإحدى أرقى أحياء المدينة. وجاءت هذه العملية بعد تحقيقات دقيقة باشرتها الشرطة القضائية، مدعومة بفرق تقنية متخصصة، أسفرت عن اعتقال شاب وفتاتين، بالإضافة إلى حجز معدات تصوير احترافية، وأجهزة حاسوب وهواتف ذكية، وأقنعة تمويه استُخدمت خلال تصوير المقاطع.
المعطيات الأمنية كشفت أن الشبكة كانت تدير “إنتاجاً رقمياً” ضخماً، حيث تم توثيق ما يزيد عن 300 شريط مصور داخل الشقة ذاتها، بديكورات وأوضاع متنوعة بهدف جذب متابعين من مختلف أنحاء العالم. كما أوضحت التحقيقات أن الفتيات المتورطات تم استقطابهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إغرائهن بمبالغ مالية مغرية، فيما تكفل المتهم الرئيسي بمهام الإدارة، المونتاج، وتوزيع المحتوى على منصات عالمية مقابل اشتراكات مالية.
وجاء كشف هذه الشبكة بعد تعاون مع جهات دولية رصدت مصادر بعض المقاطع الإباحية المتداولة، والتي تبين أنها صُوّرت بالمغرب، وتحديداً بمدينة القنيطرة. وبعد تحديد موقع الشقة المشتبه بها، نفذت الشرطة عملية مداهمة محكمة، ضبطت خلالها المتهمين متلبسين بتصوير محتوى جديد.
الخبر أثار صدمة وغضباً في أوساط سكان المدينة والفاعلين الجمعويين، الذين دعوا إلى تشديد المراقبة على الشقق المفروشة، ووضع ضوابط أقوى لمكافحة الجرائم الرقمية ذات الطابع الأخلاقي. كما طالبوا بالكشف عن امتدادات الشبكة وعلاقاتها الخارجية، خصوصاً بعد ورود مؤشرات عن تورط وسطاء دوليين في تحويل الأموال الناتجة عن هذه الأنشطة غير القانونية.
حالياً، تم إيداع المشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضهم على القضاء لمتابعتهم بتهم إنتاج وتوزيع محتوى إباحي، المس بالآداب العامة، واستغلال شقة لأغراض غير قانونية.
