شهدت منطقة شمال المحيط الهادئ، قبالة سواحل كامتشاتكا الروسية، اليوم الثلاثاء، زلزالًا قويًا بلغت شدته 7.5 درجات على مقياس ريختر، وفق ما أكدته مراكز الرصد الزلزالي العالمية. وقد اعتُبر هذا الزلزال من بين الأقوى منذ زلزال اليابان سنة 2011، الذي تسبب حينها في موجات تسونامي كارثية وأدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة.
الهزة الأرضية العنيفة التي وقعت في عمق البحر، استدعت تفعيل التحذيرات الأولية من تسونامي في عدة مناطق من شرق روسيا وجزر المحيط الهادئ، قبل أن يتم التراجع عنها لاحقًا بعد التقييمات الأولية. وعلى الرغم من عدم تسجيل أضرار جسيمة أو ضحايا حتى الآن، إلا أن الزلزال أعاد إلى الواجهة المخاوف من النشاط الزلزالي المتزايد في ما يُعرف بـ”حلقة النار”، وهي المنطقة الجيولوجية الأكثر نشاطًا من حيث الزلازل حول العالم.
ويأتي هذا الزلزال في وقت يشهد فيه العالم تسارعًا ملحوظًا في تكرار الهزات الأرضية المتوسطة والقوية، مما يطرح تساؤلات لدى العلماء حول تغيرات أعمق في الصفائح التكتونية، وتداعيات محتملة على دول أخرى تقع ضمن نفس الحزام النشط، مثل اليابان، إندونيسيا، والفلبين.
في المغرب، الذي لا يُعد ضمن نطاق “حلقة النار” لكن يواجه بدوره نشاطًا زلزاليًا محدودًا خصوصًا في مناطق مثل الحوز ووسط البلاد، أثارت الأنباء القادمة من روسيا حالة من الترقب، لا سيما بعد الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في شتنبر من سنة 2023. وقد جدد خبراء مغاربة دعواتهم إلى مواصلة تحديث أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز ثقافة الوقاية والتأهب في المؤسسات العمومية والسكنية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الدراسات الزلزالية الجارية حاليًا، يبقى الزلزال الروسي رسالة تحذير جديدة للعالم أجمع، بأن الطبيعة لا تزال تمتلك قوة تفوق كل التوقعات، وأن الاستعداد للكوارث يجب أن يظل أولوية قصوى في سياسات الدول.