في إطار الموسم الدراسي 2024-2025، تمكن ما مجموعه 3328 تلميذة وتلميذًا من تخصص الرياضيات والفزياء MP , من اجتيازالامتحان الكتابي للمباراة الوطنية المشتركة للولوج إلى المدارس العليا للمهندسينCNC ، وذلك من مختلف مؤسسات الأقسام التحضيرية بالمملكة، سواء التابعة للقطاع العام أو الخاص أو الشبه العمومي.

ويتنافس هؤلاء على 2849 مقعدًابعد اجتيازهم للامتحانات الشفوية والتي بموجبها يتم الترتيب حسب الاستقاق ، لولوج المدارس العليا للمهندسين موزعة بين أبرز المدارس والمعاهد العليا بالمغرب، من بينها المدرسة المحمدية للمهندسين (406 مقعدًا)، المدرسة الحسنية للأشغال العمومية EHTP (254 مقعدًا)، والمدرسة الوطنية العليا للمعلومات ENSIAS (200 مقعدًا)، إلى جانب مؤسسات أخرى من قبيل AIAC، ENSMR، INPT، INSEA، ESITH، IAV، وEM6ISS وغيرها.
أكثر من 479 تلميذًا خارج لائحة المقبولين.
رغم هذا العدد الكبير من المقاعد، فإن 479 تلميذة وتلميذًا لن يتمكنوا من الولوج إلى أي من المدارس العليا للمهندسين هذه السنة، وهو ما يمثل نسبة تقارب 14.4% من مجموع المترشحين. إذا قُدّر أن القسم الواحد يضم 34 تلميذًا، فإن هذا العدد يعادل ما مجموعه 14 قسمًا دراسيًا سيُحرم تلاميذها من تحقيق حلمهم، وسيُضطر معظمهم إلى إعادة السنة الثانية من الأقسام التحضيرية 5/2 او7/2اواحرار، في محاولة جديدة للظفر بمقعد السنة المقبلة2026.
النجاح البديل… من الأقسام التحضيرية إلى كلية العلوم بدل 5/2أو 7/2.
لم تكن السنة الماضية خالية من التحديات، إلا أن فوج 2023-2024 أثبت أن هناك أملًا. فعدد مهم من الناجحين الذين لم يتمكنوا من الولوج إلى المدارس العليا بسبب ترتيبهم المتأخر ، التحقوا بـ كليات العلوم لمتابعة مسلك الإجازة ،وتسجلوا كأحرار، قبل أن يعودوا للمشاركة في المباراة الوطنية المشتركةCNC ، ويتمكنوا من النجاح فيها بامتياز، ما يفتح باب الأمل أمام راسبي هذا الموسم، ويوجه رسالة واضحة حول ضرورة تنويع مسارات الدعم والتأطير.
سؤال حقيقي يُطرح على المركز الوطني للتجديد التربوي ورئاسة المباراةالوطنيةالمشتركة للمدارس العليا للمهندسين بالمغرب.
لكن يبقى السؤال الأكبر: ما هو دور المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريبCNIP ورئاسة المباريات الوطنية المشتركة CNC في هذا السياق؟
في ظل هذا العدد الكبير من الراسبين، تطرح الحاجة نفسها لتقييم شامل لنموذج الأقسام التحضيرية، كما يطرح النقاش حول جدوى الترخيص للعدد الكبير من الاقسام التحضيرية الخاصة ، والتي لاتتوفر على مؤهلات بل تستعين باساتذة متقاعدين ولا تطغى الرسالة التربوية الشريفةبقدر هاجس الربح الكبير نتيجة ارتفاع طلب الراسبين على فرص 5/2و 7/2. كما أن هذا الواقع يدعو إلى التساؤل حول مدى فاعلية الدعم البيداغوجي المقدم للتلاميذ، ومدى توفر المواكبة النفسية والتوجيه الأكاديمي، خاصة في سنتهم الثانية الحاسمة.
في النهاية، تمثل الأقسام التحضيرية رهانًا وطنيًا حقيقيًا، لكن ضمان نجاعتها يمر حتمًا عبر تجديد آليات التقييم والتوجيه والدعم، حتى لا تتحول من فضاء للامتياز إلى محطة إخفاق جماعي يتكرر سنويًا.